كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار زياد الأعجم ونسبه

صفحة 261 - الجزء 15

  يغتسل في مستحمّ له، فأخرج يده فصببتها في يده، فقال: وصلت رحما، وقد جاءتنا على حاجة. وأتيت القاسم فأبى أن يقبلها، فقالت لي امرأته: إن كان القاسم ابن عمّه فأنا لابنة عمّه. فأعطيتها. قال: فكان عمر يبعث بهذه الثّياب العمرية يقسّمها بين أهل المدينة، فقال ابن عمر: جزى اللَّه من اقتنى هذه الثياب بالمدينة خيرا. وقال لي عمر: لقد بلغني عن صاحبك شيء كرهته. قلت: وما ذاك؟ قال: يعطي المهاجرين ألفا ألفا، ويعطي الأنصار سبعمائة سبعمائة. فأخبرته فسوّى بينهم⁣(⁣١).

  شراء عمر بن عبيد اللَّه جارية ثم ردّها على صاحبها

  أخبرنا أحمد قال حدّثنا أبو زيد قال:

  كانت لرجل جارية يهواها، فاحتاج إلى بيعها، فابتاعها منه عمر بن عبيد اللَّه بن معمر، فلما قبض ثمنها أنشأت تقول:

  هنيئا لك المال الذي قد قبضته ... ولم يق في كفّيّ غير التحسّر

  فإنّي لحزن من فراقك موجع ... أناجي به قلبا طويل التفكَّر

  فقال: لا ترحلي. ثم قال:

  ولولا قعود الدّهر بي عنك لم يكن ... يفرّقنا شيء سوى الموت فاعذري

  عليك سلام زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر

  فقال: قد شئت، خذ الجارية وثمنها. فأخذها وانصرف.

  شعر لزياد في استبطاء عمر بن عبيد اللَّه

  أخبرني عمي قال حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال: حدّثني محمد بن زياد قال: حدّثني ابن عائشة قال:

  استبطأ زياد الأعجم عمر بن عبيد اللَّه بن معمر في زيارته إياه فقال:

  أصابت علينا جودك العين يا عمر ... فنحن لها نبغي التمائم والنّشر⁣(⁣٢)

  أصابتك عين في سماحك صلبة ... ويا ربّ عين صلبة تفلق الحجر

  سنرقيك بالأشعار حتّى تملَّها ... فإن لم تفق يوما رقيناك بالسّور⁣(⁣٣)

  فبلغته الأبيات فأرضاه وسرّحه.

  هجاء زياد الأعجم عباد بن الحصين

  أخبرني عمي قال: حدثني الكرانيّ قال حدثني العمريّ قال: حدثني من سمع حمادا الراوية يقول:


(١) ح: «بينهما».

(٢) النشر: جمع نشرة، بالضم، وهي ضرب من الرقية.

(٣) ما عدا أ، مب، ها، ف: «وقيناك».