كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مقتل ربيعة ونسبه

صفحة 320 - الجزء 16

  صوت

  أنا ابن ذي التقليد في الشهر الأصمّ ... أنا ابن عبد اللَّه قتّال البهم

  أكرم من يمشي بساق وقدم ... من يلقني يود كما أودت إرم

  أتركه لحما على ظهر وضم ... كالليث إن همّ بتقصام قصم ... مؤتمن الغيب وفيّ بالذمم

  ذكر أحمد بن يحيى المكي: أن الغناء في هذا الشعر لحنين، خفيف ثقيل، بإطلاق الوتر في مجرى البنصر، وذكر الهشاميّ أنه لابن سرجيس الملقب بقراريط.

  حدّثني قمرية العمرية جارية عمرو بن بانة، أنها أخذت عن أحمد بن العلاء هذا اللحن، فقال لها: انظري أيّ صوت أخذت، فو اللَّه لقد أخذته عن مخارق، فلما استوى لي قال لي مخارق: انظر أي صوت أخذت، فو اللَّه لقد أخذته عن يحيى المكي، فلما غنيته الرشيد أطربه، فوهب ليحيى عشرة آلاف درهم.

  أجود بيت في وصف الطعنة

  أخبرني علي بن سليمان الأخفش، قال: حدّثني محمد بن الحسن الأحول، عن الطَّرسوسيّ، عن ابن الأعرابيّ، قال:

  أجود بيت وصفت به الطعنة قول أهبان بن عادياء قاتل ربيعة بن مكدم، حيث يقول:

  ولقد طعنت ربيعة بن مكدم ... يوم الكديد فخرّ غير موسّد

  في ناقع شرقت بما في جوفه ... منه بأحمر كالعقيق المجسد

  صوت

  أدركت ما منيت نفسي خاليا ... للَّه درك يابنة النعمان!

  إني لحلفك بالصليب مصدق ... والصّلب⁣(⁣٢) أصدق حلفة الرهبان

  ولقد رددت على المغيرة ذهنه ... إن الملوك بطيئة الإذعان

  يا هند حسبك قد صدقت فأمسكي ... والصدق خير مقالة الإنسان

  الشعر للمغيرة بن شعبة الثقفي، يقوله في هند بنت النعمان بن المنذر، وقد خطبها فردّته. وخبره في ذلك وغيره يذكرها هنا إن شاء اللَّه. والغناء لحنين، ثاني ثقيل بالبنصر، عن الهشاميّ وإبراهيم.


(١) سقط هذا الصوت وأول ترجمة المغيرة من جميع النسخ عدا (ف، مب). وقد نشر في مجلة جمعية المستشرقين الألمانيين في المجلد الخمسين سنة ١٨٩٦ صفحة ١٤٥. ونثبت الساقط عن هذه الأصول الثلاثة.

(٢) الصلب، بضم الصاد واللام: جمع صليب، وسكنت اللام للشعر.

تنبيه - أوردت (ف، مب) بعد أخبار ربيعة بن مكدم صوتا من الغناء، من شعر عنترة، ثم أوردتا: «ذكر عنتره ونسبه وأخباره»، ثم ذكرتا «أخبار المغيرة ونسبه».