أخبار الحسين بن علي ونسبه
  شعر للفرزدق في غلامه وقاع
  وأخبرني: أبو خليفة في كتابه إليّ قال: حدّثنا محمد بن سلام عن يونس، وحدّثنا به اليزيديّ قال: حدّثنا أحمد بن زهير قال: حدّثنا محمد بن سلام عن يونس قال:
  كان للفرزدق غلامان، يقال لأحدهما وقّاع، وللآخر زنقطة. قال: ولوقّاع يقول الفرزدق:
  تغلغل وقّاع إليها فأقبلت ... تخوض خداريا من الليل أخضرا(١)
  لطيف إذا ما انغلّ أدرك ما ابتغى ... إذا هو للظبي المروع تقتّرا(٢)
  / وله يقول أيضا:
  فأبلغهنّ وحي القول عني ... وأدخل رأسه تحت القرام
  أسيّد ذو خريّطة نهارا ... من المتلقّطي قرد القمام(٣)
  فقلن له نواعدك الثريا ... وذاك إليه مجتمع الرّجام
  صوت(٤)
  ثلاث واثنتان فهن خمس ... وسادسة تميل مع السّنام
  خرجن إليّ لم يطمثن قبلي ... فهن أصح من بيض النعام
  فبتن بجانبيّ مصرّعات ... وبت أفضّ أغلاق الختام(٥)
  في هذه الأبيات الثلاثة لابن جامع، خفيف رمل بالبنصر عن الهشاميّ، وفيها هزج يمان بالوسطى عن عمرو بن بانة.
  وذكر حبش أن الهزج لفليح، وأن لحن ابن جامع ثاني ثقيل بالوسطى.
  شعر للفرزدق وهو بالمدينة
  أخبرني أبو خليفة قال: حدّثنا محمد بن سلام، قال: قال الفرزدق وهو بالمدينة:
  هما دلتاني من ثمانين قامة ... كما انقض باز أقتم الريش كاسره
  فلما استوت رجلاي بالأرض قالتا ... أحيّ يرجّى أم قتيل نحاذره
  فقلت ارفعوا الأسباب لا يفطنوا بنا ... ووليت في أعجاز ليل أبادره(٦)
  أبادر بوابين قد وكَّلا بنا ... وأحمر من ساج تبص مسامره
(١) خداريا: كذا في ف، مب، أي مظلما. وفي الأصول: صلابيا.
(٢) انغل: دخل. وفي «الديوان»: انسل. وتقتر: تهيأ وتلطف. وفي «الديوان» (٢: ٤٢٧): للطنء. المخوف تقترا. والطنء: الريبة.
(٣) البيت عن ف، مب.
(٤) كلمة (صوت): عن مب وحدها.
(٥) البيت عن ف، مب.
(٦) البيت عن ف، مب.