كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسين بن علي ونسبه

صفحة 378 - الجزء 16

  حادث للفرزدق يخشى أن يعيره به جرير

  أخبرني هاشم⁣(⁣١) بن محمد قال: حدثنا أبو غسان دماذ؛ عن أبي عبيدة، قال:

  نزل الفرزدق هو ومن معه بقوم من العرب، فأنزلوه وأكرموه، وأحسنوا قراه، فلما كان في الليل دبّ إلى جارية منهم، فراودها عن نفسها، فصاحت، فتبادر القوم إليها، فأخذوها من يده وأنبوه، فجعل يفكر واهتم، فقال له الرجل الذي نزل به: مالك؟ أتحب أن أزوجك من هذه الجارية. فقال: لا، واللَّه. ما ذلك بي، ولكني كأني بابن المراغة قد بلغه هذا الخبر، فقال فيّ:

  وكنت إذا حللت بدار قوم ... رحلت⁣(⁣٢) بخزية وتركت عارا

  فقال له الرجل: لعله لا يفطن لهذا. فقال: عسى أن يكون ذلك. قال: فو اللَّه ما لبثوا⁣(⁣٣) أن مر بهم راكب ينشد هذا البيت، فسألوه عنه، فأنشدهم قصيدة لجرير بعيره بذلك الفعل، وفيها هذا البيت بعينه.

  / ومنها:

  صوت

  من شعر جرير

  طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... حين⁣(⁣٤) الزيارة فارجعي بسلام

  تجري السواك على أغرّ كأنه ... برد تحدّر من متون غمام

  هيهات منزلنا بجوّ سويقة ... ممن يحلّ بواطن الآجام⁣(⁣٥)

  إقر السّلام على سعاد وقل لها ... لوما⁣(⁣٦) تردّ رسولنا بسلام

  الشعر لجرير. والغناء لابن سريج: ثاني ثقيل بالسبابة في مجرى البنصر عن ابن المكي. وذكره إسحاق في هذه الطريقة أيضا ولم ينسبه إلى أحد، وأظنه من منحول يحيى. وذكره عمرو / بن بانة أيضا لابن سريج في الثاني والرابع في هذه الطريقة، وذكر عليّ بن يحيى أن فيه لابن سريج ثقيل أول في الثاني والثالث، وأنكر ذلك حبش⁣(⁣٧)، وقال:

  هو بالوسطى. قال عليّ بن يحيى: ومن الناس من ينسبه إلى سياط. وذكر حبش أن فيه للهذليّ خفيف ثقيل بالبنصر، وللغريض⁣(⁣٨) ثاني ثقيل بالوسطى. ومنها⁣(⁣٨):


(١) كذا في ف، مب. وفي الأصول: هشام.

(٢) ف: ظعنت.

(٣) كذا في ف. وفي الأصول: ما بعد.

(٤) كذا في ف، مب. وفي الأصول: وقت الزيارة.

(٥) ف، مب: منزلنا بجزع برام. والآجام: كذا في مب. وفي ف: الأجمام. وفي بقية الأصول: الأحلام، وهو تحريف.

(٦) لوما: كذا في مب. وفي بقية الأصول: يوما.

(٧) ف، مب: ووافقه حبش.

(٨ - ٨) العبارة عن ف، مب.