كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسين بن علي ونسبه

صفحة 379 - الجزء 16

  صوت

  من عاشقين تراسلا وتواعدا ... بلقا إذا نجم الثريا حلَّقا⁣(⁣١)

  بعثا أمامهما مخافة رقبة ... رصدا فمزّق عنهما ما مزّقا

  باتا بأنعم ليلة وألذها ... حتى إذا وضح⁣(⁣٢) الصباح تفرقا

  الشعر للأحوص. والغناء لمعبد، خفيف ثقيل أول بالبنصر، عن يونس والهشامي.

  رجع الحديث إلى أخبار سكينة

  سكينة تسأل الفرزدق من أشعر الناس

  وروى أحمد بن الحارث الخراز، عن المدائنيّ، عن أبي يعقوب الثقفيّ، عن عامر الشعبيّ؛ وذكر أيضا أبو عبيدة معمر بن المثنى:

  أن الفرزدق خرج حاجا، فلما قضى حجه خرج إلى المدينة، فدخل على سكينة بنت الحسين # مسلما، فقالت له: يا فرزدق، من أشعر الناس؟ قال: أنا. قالت: كذبت. أشعر منك الذي يقول:

  بنفسي من تجنّبه عزيز ... عليّ ومن زيارته لمام

  ومن أمسي وأصبح لا أراه ... ويطرقني إذا هجع النّيام

  قال: واللَّه لئن أذنت لي لأسمعنك أحسن منه. قالت: أقيموه، فأخرج⁣(⁣٣). ثم عاد إليها من الغد، فدخل عليها، فقالت: يا فرزدق، من أشعر الناس؟ قال: أنا. قالت: كذبت. صاحبك أشعر منك حيث يقول:

  لولا الحياء لعادني استعبار⁣(⁣٤) ... ولزرت قبرك والحبيب يزار

  كانت إذا هجر الضجيع فراشها ... كتم الحديث وعفّت الأسرار

  لا يلبث القرناء أن يتفرقوا ... ليل يكرّ عليهم ونهار

  فقال: واللَّه لئن أذنت لي لأسمعنك أحسن منه. فأمرت به فأخرج؛ ثم عاد إليها في اليوم الثالث، وحولها مولَّدات كأنهن التماثيل، فنظر الفرزدق إلى واحدة منهن، فأعجب بها. فقالت: يا فرزدق، من أشعر الناس؟ فقال: أنا.

  فقالت: كذبت صاحبك أشعر منك حيث يقول:

  /

  إن العيون التي في طرفها مرض ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا


(١) تراسلا وتواعدا: كذا في ف. وفي مب: تواعدا وتراسلا. وفي بقية الأصول: تزايلا وتواعدا. وفي ف: ملثا، في موضع: بلقا.

(٢) وضح: كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: برق.

(٣) كذا في ف، مب. وفي الأصول: قالت: لا أحب، فأخرج عني.

(٤) كذا في ف، مب. وفي الأصول: لهاجني استعبار.