أخبار الحسين بن علي ونسبه
  يصر عن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق اللَّه أركانا
  فقال: يا بنت رسول اللَّه ﷺ، إن لي عليك حقا عظيما. ضربت إليك من مكة أريد التسليم عليك، فكان في دخولي إليك تكذيبي ومنعك إياي أن أسمعك(١)، وبي ما قد عيل معه صبري، وهذه المنايا تغدو وتروح، ولعلي لا أفارق المدينة حتى أموت، فإن / أنا مت فمري أن أدرج في كفني، وأدفن في حر تلك الجارية، يعني الجارية التي أعجبته، فضحكت سكينة، وأمرت له بالجارية، فخرج بها آخذا بريطتها، وأمرت الجواري أن يدفعن في أقفائهما، ثم قالت:
  يا فرزدق، أحسن صحبتها، فإني آثرتك بها على نفسي.
  موت سكينة والصلاة عليها
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار، وأحمد بن عبد اللَّه العزيز الجوهريّ، قالا: حدّثنا عليّ بن محمد النوفليّ(٢)، قال: حدثني أبي عن أبيه وعمومته وجماعة من شيوخ بني هاشم:
  أنه لم يصلّ على أحد بعد رسول اللَّه ﷺ بغير إمام إلا سكينة بنت الحسين #، فإنها ماتت وعلى المدينة خالد بن عبد الملك، فأرسلوا إليه، فآذنوه بالجنازة، وذلك في أول النهار في حر شديد، فأرسل إليهم: لا تحدثوا حدثا حتى أجيء فأصلي عليها، فوضع النعش في موضع المصلَّى على الجنائز، وجلسوا ينتظرونه حتى جاءت الظهر، فأرسلوا إليه، فقال: لا تحدثوا فيها شيئا حتى أجيء، فجاءت العصر، ثم لم يزالوا ينتظرونه حتى صليت العشاء، كل ذلك يرسلون إليه، / فلا يأذن لهم حتى صليت العتمة ولم يجيء، ومكث الناس جلوسا حتى غلبهم النعاس، فقاموا فأقبلوا يصلون عليها جمعا جمعا وينصرفون، فقال عليّ بن الحسين #: من أعان بطيب |! قال: وإنما أراد خالد بن عبد الملك، فيما ظن قوم، أن تنتن. قال: فأتي بالمجامر، فوضعت حول النعش، ونهض ابن أختها محمد بن عبد اللَّه العثماني، فأتى عطَّارا كان يعرف عنده عودا، فاشتراه منه بأربعمائة دينار، ثم أتى به، فسجر حول السرير، حتى أصبح وقد فرغ منه، فلما صلَّيت الصبح أرسل إليهم: صلوا عليها وادفنوها. فصلى عليها شيبة ب نصاح(٣).
  وذكر يحيى بن الحسين في خبره: أن عبد اللَّه بن حسن هو الذي ابتاع لها العود بأربعمائة دينار.
  صوت
  وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة من(٤) بيت العرب
  من يساجلني يساجل ماجدا ... يملأالدلو إلى عقد الكرب(٥)
  إنما عبد مناف جوهر ... زيّن الجوهر عبد المطلب
(١) كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: فكأن جزائي منك تكذيبي ومنعي من أن أسمعك.
(٢) كذا في ف، وفي مب: محمد النوفلي: وفي الأصول: أحمد بن علي النوفليّ.
(٣) شيبة بن نصاح، بكسر النون: مولى أم سلمة، المدني القاضي القارئ (ت. ١٣).
(٤) كذا في ف، مب. وفي الأصول: في بيت.
(٥) ف: إلى حدّ الكرب.