كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الفضل بن العباس اللهبي ونسبه

صفحة 390 - الجزء 16

  الغناء لابن سريج: رمل بالوسطى من رواية عمرو بن بانة، ومن رواية حماد بن إسحاق عن أبيه. ولمعبد فيه لحن من رواية إسحاق: ثقيل أوّل بالسبابة في مجرى البنصر⁣(⁣١)، أوّله:

  بعيدة مهوى القرط إما لنوفل

  وفي لحن معبد خاصة قوله:

  /

  ومد عليها السجف يوم لقيتها ... على عجل تبّاعها والخوادم

  وتمام الشعر:

  فلم أستطعها غير أن قد بدا لنا ... عشية راحت كفّها والمعاصم

  معاصم لم تضرب على البهم بالضّحى ... عصاها، ووجه لم تلحه السّمائم

  نرجع إلى سياقة الخبر:

  ثم قال له عبد الملك: قاتلك اللَّه! ما ألأمك! أما كانت لك في بنات العرب مندوحة عن بنات عمك! فقال عمر: بئست واللَّه هذه التحية يا أمير المؤمنين لابن العم، على شحط الدار، ونأي المزار. فقال له عبد الملك: أراك مرتدعا عن ذلك؟ فقال: إني إلى اللَّه تعالى تائب. فقال عبد الملك: إذن يتوب اللَّه عليك، وسيحسن جائزتك.

  ولكن أخبرني عن منازعتك اللَّهبيّ في المسجد الجامع، / فقد أتاني نبأ ذلك، وكنت أحب أن أسمعه منك. قال عمر: نعم يا أمير المؤمنين، بينا أنا جالس في المسجد الحرام، في جماعة من قريش، إذ دخل علينا الفضل بن العباس بن عتبة، فسلم وجلس، ووافقني وأنا أتمثل بهذا البيت:

  وأصبح بطن مكة مقشعرّا ... كأن الأرض ليس بها هشام⁣(⁣٢)

  فأقبل عليّ وقال: يا أخا بني مخزوم، واللَّه إن بلدة تبحبح⁣(⁣٣) بها عبد المطلب، وبعث منها رسول اللَّه ، واستقرّ بها بيت اللَّه ø، لحقيقة ألا تقشعرّ لهشام، وإن أشعر من هذا البيت وأصدق قول من يقول:

  إنما عبد مناف جوهر ... زيّن الجوهر عبد المطلب

  فأقبلت عليه فقلت: يا أخا بني هاشم، إن أشعر من صاحبك الذي يقول:

  إن الدليل على الخيرات أجمعها ... أبنا مخزوم⁣(⁣٤)، للخيرات مخزوم

  فقال لي: أشعر واللَّه من صاحبك الذي يقول:

  جبريل أهدى لنا الخيرات أجمعها ... إذ أمّ هاشم⁣(⁣٤) لا أبناء مخزوم

  فقلت في نفسي: غلبني واللَّه. ثم حملني الطمع في انقطاعه عليّ، فخاطبته فقلت: بل أشعر منه الذي يقول:

  أبناء مخزوم الحريق إذا ... حركته تارة⁣(⁣٥) ترى ضرما


(١) كذا في ف، مب. وفي الأصول: الوسطى.

(٢) هو هشام بن إسماعيل المخزومي أمير الحجاز.

(٣) تجبح: تمكن في المقام والحلول.

(٤) مخزوم وهاشم: اسمان للقبيلتين، فلذلك منعا من الصرف.

(٥) في «بدائع البدائة» لعلي بن ظافر ص ١٥: «حركت نيرانه».