أخبار الفضل بن العباس اللهبي ونسبه
  الغناء لابن سريج: رمل بالوسطى من رواية عمرو بن بانة، ومن رواية حماد بن إسحاق عن أبيه. ولمعبد فيه لحن من رواية إسحاق: ثقيل أوّل بالسبابة في مجرى البنصر(١)، أوّله:
  بعيدة مهوى القرط إما لنوفل
  وفي لحن معبد خاصة قوله:
  /
  ومد عليها السجف يوم لقيتها ... على عجل تبّاعها والخوادم
  وتمام الشعر:
  فلم أستطعها غير أن قد بدا لنا ... عشية راحت كفّها والمعاصم
  معاصم لم تضرب على البهم بالضّحى ... عصاها، ووجه لم تلحه السّمائم
  نرجع إلى سياقة الخبر:
  ثم قال له عبد الملك: قاتلك اللَّه! ما ألأمك! أما كانت لك في بنات العرب مندوحة عن بنات عمك! فقال عمر: بئست واللَّه هذه التحية يا أمير المؤمنين لابن العم، على شحط الدار، ونأي المزار. فقال له عبد الملك: أراك مرتدعا عن ذلك؟ فقال: إني إلى اللَّه تعالى تائب. فقال عبد الملك: إذن يتوب اللَّه عليك، وسيحسن جائزتك.
  ولكن أخبرني عن منازعتك اللَّهبيّ في المسجد الجامع، / فقد أتاني نبأ ذلك، وكنت أحب أن أسمعه منك. قال عمر: نعم يا أمير المؤمنين، بينا أنا جالس في المسجد الحرام، في جماعة من قريش، إذ دخل علينا الفضل بن العباس بن عتبة، فسلم وجلس، ووافقني وأنا أتمثل بهذا البيت:
  وأصبح بطن مكة مقشعرّا ... كأن الأرض ليس بها هشام(٢)
  فأقبل عليّ وقال: يا أخا بني مخزوم، واللَّه إن بلدة تبحبح(٣) بها عبد المطلب، وبعث منها رسول اللَّه ﷺ، واستقرّ بها بيت اللَّه ø، لحقيقة ألا تقشعرّ لهشام، وإن أشعر من هذا البيت وأصدق قول من يقول:
  إنما عبد مناف جوهر ... زيّن الجوهر عبد المطلب
  فأقبلت عليه فقلت: يا أخا بني هاشم، إن أشعر من صاحبك الذي يقول:
  إن الدليل على الخيرات أجمعها ... أبنا مخزوم(٤)، للخيرات مخزوم
  فقال لي: أشعر واللَّه من صاحبك الذي يقول:
  جبريل أهدى لنا الخيرات أجمعها ... إذ أمّ هاشم(٤) لا أبناء مخزوم
  فقلت في نفسي: غلبني واللَّه. ثم حملني الطمع في انقطاعه عليّ، فخاطبته فقلت: بل أشعر منه الذي يقول:
  أبناء مخزوم الحريق إذا ... حركته تارة(٥) ترى ضرما
(١) كذا في ف، مب. وفي الأصول: الوسطى.
(٢) هو هشام بن إسماعيل المخزومي أمير الحجاز.
(٣) تجبح: تمكن في المقام والحلول.
(٤) مخزوم وهاشم: اسمان للقبيلتين، فلذلك منعا من الصرف.
(٥) في «بدائع البدائة» لعلي بن ظافر ص ١٥: «حركت نيرانه».