كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المهاجر بن خالد ونسبه، وأخبار ابنه خالد

صفحة 398 - الجزء 16

  صوت

  يا صاح يا ذا الضامر العنس ... والرحل ذي الأنساع والحلس

  سير النهار ولست تاركه ... وتجدّ سيرا كلما تمسي

  في هذين البيتين وبيت ثالث لم أجده في شعر المهاجر، ولا أدري أهو له أم ألحقه به المغنون، لحنان: ثقيل أوّل، وحفيف ثقيل. ذكر يونس أن أحدهما لمالك، ولم يذكر طريقة لحنه، ووجدته في جامع غناء معبد، عن الهشاميّ.

  ويحيى المكي له فيه خفيف ثقيل. وهكذا ذكر عليّ بن يحيى أيضا، ولعله رواه عن ابن المكيّ. وإن كان هذا لمعبد صحيحا، فلحن مالك هو الثقيل الأوّل. وذكر حبش، وهو ممن لا يحصّل قوله: أن لحن معبد ثقيل أوّل بالوسطى.

  رجع الخبر إلى سياقة خبر خالد

  خالد يحرض عروة بن الزبير على قتل بن جرموز

  قال: ولما حبس معاوية خالد بن المهاجر قال في الحبس:

  إمّا خطاي تقاربت ... مشى المقيّد في الحصار

  فبما أمشّي في الأبا ... طح يقتفي أثري إزاري

  دع ذا ولكن هل ترى ... نارا تشبّ بذي مرار⁣(⁣١)

  ما إن تشبّ لقرّة ... للمصطلين ولا قتار

  ما بال ليلك ليس ين ... - قص طوله طول النهار

  لتقاصر الأزمان أم ... غرض الأشير من الإسار؟⁣(⁣٢)

  / قال: فبلغت أبياته معاوية، فرق له وأطلقه. فرجع إلى مكة. فلما قدمها لقي عروة بن الزبير، فقال له: أما ابن أثال فقد قتلته، وذاك ابن جرموز ينقي⁣(⁣٣) أوصال الزّبير بالبصرة، فاقتله إن كنت ثاثرا. فشكاه عروة إلى أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فأقسم عليه أن يمسك عنه، ففعل.

  غنى إبراهيم بن المهدي في شعر للمهاجر

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال: حدّثني يعقوب بن نعيم قال: حدّثني إسحاق بن محمد قال: حدّثني عيسى بن محمد القحطبيّ قال: حدّثني محمد بن الحارث بن بسخنّر قال:

  غنى إبراهيم بن المهديّ يوما بحضرة المأمون وأنا حاضر:

  يا صاح يا ذا الضامر العنس ... والرحل ذي الأقتاب والحلس


(١) ذو المرار: أرض كثيرة المرار، وهو حمض أو شجر مر من أفضل العشب وأضخمه، إذا أكلته الإبل قلصت مشافرها، فبدت أسنانها («تاج العروس»).

(٢) الغرض: مصدر غرض: إذا ضجر وقلق.

(٣) انظر التعليق على هذه الكلمة في (ص ١٩٨: سطر ١).