كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حمزة بن بيض ونسبه

صفحة 401 - الجزء 16

  قدم حمزة بن بيض على مخلد بن يزيد بن المهلب وعنده الكميت، فأنشده قوله فيه:

  أتيناك في حاجة فاقضها ... وقل مرحبا يجب المرحب

  ولا تكلنّا إلى معشر ... متى يعدوا عدة يكذبوا

  فإنك في الفرع من أسرة ... لهم خضع الشرق والمغرب

  وفي أدب منهم ما نشأت ... ونعم لعمرك ما أدّبوا⁣(⁣١)

  بلغت لعشر مضت من سني ... - ك ما يبلغ السيد الأشيب

  فهمّك فيها جسام الأمور ... وهّم لداتك أن يلعبوا

  / وجدت فقلت ألا سائل ... فيعطى ولا راغب يرغب

  فمنك العطية للسائلين ... وممن ينوبك أن يطلبوا⁣(⁣٢)

  / فأمر له بمئة ألف درهم، فقبضها. قال وكيع في خبره: وسأله عن حوائجه، فأخبره بها، فقضى جميعها. وقال أيضا في خبره: فحسده الكميت. فقال له: يا حمزة، أنت كمهدي التمر إلى هجر، قال: نعم، ولكن تمرنا أطيب من تمر هجر.

  مرضه

  أخبرني عليّ بن سليمان قال: حدّثني محمد بن يزيد النحويّ، قال: قال الجاحظ:

  أصاب حمزة بن بيض حصر⁣(⁣٣)، فدخل عليه قوم يعودونه وهو في كرب القولنج، إذ ضرط رجل منهم، فقال حمزة: من هذا المنعم عليه؟

  نبوءة شعرية له

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال: قال عليّ بن الصباح: حدّثني هشام بن محمد، عن الشّرقيّ، قال:

  زعم هشام بن عروة أن عبد الرّحمن بن عنبسة مرّ فإذا هو بغلام أصبح الغلمان وأحسنهم، ولم يكن لعبد الرّحمن ولد، فسأل عنه، فقيل له: يتيم من أهل الشام، قدم أبوه العراق في بعث⁣(⁣٤) فقتل، وبقي الغلام هاهنا، فضمه ابن عنبسة إليه، وتبناه. فوقع الغلام فيما شاء من الدنيا، ومرّ يوما على برذون ومعه خدم على ابن بيض، وحول ابن بيض عياله في يوم شات، وهم شعث غبر عراة، فقال ابن بيض: من هذا؟ فقيل: صدقة يتيم ابن عنبسة.

  فقال:


(١) البيت ساقط من ف، مب.

(٢) البيت عن ف، مب.

(٣) الحصر: احتباس البطن أو البول.

(٤) البعث: الجيش.