أخبار حمزة بن بيض ونسبه
  كلَّت رحالي وأعواني وأحراسي ... إلى الأمير وإدلاجي وإملاسي(١)
  إلى امرئ مشبع مجدا ومكرمة ... عادية(٢) فهو حال منهما كاسي
  فلست منك ولا مما مننت به ... من فضل ودك كالمرميّ في رأسي
  إني وإياك والإخوان كلَّهم ... في العسر واليسر لو قيسوا بمقياس
  وذاك مما ينوب الدهر من حدث ... كالورد في المثل المضروب والآس(٣)
  يبيد هذا فيبلى بعد جدّته ... غضّا وآخره رهن بإيناس(٤)
  وأنت لي دائم باق بشاشته ... يهتز في عود لا عشّ ولا عاسي(٥)
  فعجل له بلال صلته، وسرّحه إلى الكوفة.
  يستكسي سليمان بن عبد الملك فيكسوه
  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال: حدّثنا إسحاق بن محمد النّخعيّ قال: حدّثنا أبو المعارك الضّبيّ قال:
  حدّثني أبو مسكين قال:
  دخل حمزة بن بيض على سليمان بن عبد الملك، فلما مثل بين يديه أنشأ يقول:
  رأيتك في المنام شننت خزا ... عليّ بنفسجا وقضيت ديني
  فصدق يا فدتك النفس رؤيا ... رأتها في المنام لديك عيني
  / فقال سليمان: يا غلام أدخله خزانة الكسوة، واشنن عليه كل ثوب خزّ بنفسجيّ فيها: فخرج كأنه مشجب(٦). ثم قال له: كم دينك؟ قال: عشرة آلاف درهم. فأمر له بها.
  صوت
  من سره ضرب يرعبل بعضه ... بعضا كمعمعة الأباء المحرق(٧)
  فليأت مأسدة تسنّ سيوفها ... بين المذاد وبين جزع الخندق
  ويروى: يمعمع بعضه بعضا. والمعمعة: وتسنّ: اختلاف الأصوات وشدّة زجلها. والمأسدة: الموضع الذي تجتمع فيه الأسد. وتسنّ: تحدّ. يقال: سيف مسنون. والمذاد: موضع بالمدينة. والخندق: يعني به الخندق الذي احتفره رسول اللَّه ﷺ وأصحابه حول المدينة. والشعر لكعب بن مالك الأنصاريّ. والغناء لابن محرز: خفيف رمل، بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى، عن إسحاق وعمرو.
(١) الإملاس: السوق الشديد.
(٢) عادية: قديمة متأصلة.
(٣) ف: كالحبل، وهي محرفة عن الجبل، بمعنى الورد يريد أنه كالورد سريع الذبول. وكالآس في طول خضرته ونضرته، فإن ذبل طرف منه، بقي آخره ناضرا، صالحا للشم والإيناس.
(٤) كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: وغابره رهن بإيناس.
(٥) العش من الشجر: اللئيم المنبت، ومن النخل القليل السعف. والعاسي: اليابس.
(٦) المشجب: ما تعلق عليه الثياب من أعواد متشابكة.
(٧) يرعبل: يقع بعضه على بعض. والأباء: القصب. واحدته: أباءة.