أخبار ربيعة الرقي ونسبه
  وقال: وما ذنبي إذا كنت أخشم(١)، واللَّه إني لأجد ريحها وريح طيبها منك، وأنت لا تجده من نفسك.
  رقية شعرية
  أخبرني يحيى عن أبيه عن إسحاق عن أبي بشر قال:
  كنت حاضرا ربيعة الرقيّ يوما وجاءته امرأة من منزل هذه الجارية، فقالت: تقول لك فلانة: إن بنت مولاي محمومة، فإن كنت تعرف عوذة تكتبها لها فافعل. فقال: أكتب لها يا أبا بشر هذه العوذة:
  /
  تفو تفو باسم إلهي الذي ... لا يعرض السقم لمن قد شفى
  أعيذ مولاتي ومولاتها ... وابنتها بعوذة المصطفى
  من شرّ ما يعرض من علة ... في الصبح والليل إذا أسدفا
  قال: فقلت له: يا أبا ثابت، لست أحسن أن أكتب: تفو تفو، فكيف أكتبها؟ قال: انضح المداد من رأس القلم في موضعين، حتى يكون كالنفث، وادفع العوذة إليها، فإنها نافعة. ففعلت ودفعتها إليها، فلم تلبث أن جاءتنا الجارية وهي لا تتمالك ضحكا. فقالت له: يا مجنون، ما فعلت بنا؟ كدنا واللَّه نفتضخ بما صنعت. قال: فما أصنع بك؟
  أشاعر أنا أم صاحب تعاويذ؟
  صوت
  ألا من بيّن الأخوي ... ن أمّهما هي الثكلى
  تسائل من رأى ابنيها ... وتستشفي فما تشفى(٢)
  فلما استيأست رجعت ... بعبرة واله حرّى
  تتابع بين ولولة ... وبين مدامع تترى
  عروضه من الهزج(٣)، الشعر لجويرية بنت خالد بن قارظ الكنانية، وتكنى أم حكيم، زوجة عبيد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، في ابنيها اللذين قتلهما بسر بن أرطاة، أحد بني عامر بن لؤيّ باليمن.
  والغناء لابن سريج، ولحنه من القدر الأوسط، من الثقيل الأول، بالخنصر في مجرى البنصر. وفيه لحنين الحيريّ، ثاني ثقيل عن الهشاميّ. وفيه لأبي سعيد مولى فائد، خفيف ثقيل الأول، مطلق في مجرى الوسطى.
(١) الأخشم: الذي لا يجد ريح ما يشم في أنفه.
(٢) كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: «وتستسقي فما تسقى».
(٣) هذه العبارة سقطت من ف، مب، وهي في سائر الأصول. والأبيات ليست من الهزج، لكن من مجزوم الوافر.