كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أم حكيم وأخبارها

صفحة 453 - الجزء 16

  فدعوني من الملامة فيها ... إن من لا مني لغير حليم⁣(⁣١)

  عروضه من الخفيف. غناء عمر الوادي⁣(⁣٢) من رواية يونس. وفي رواية إسحاق: غناه الغزيل أبو كامل: خفيف رمل بالسبابة في مجرى البنصر.

  فيقال إن هذا الشعر بلغ هشاما، فقال لأم حكيم: أتفعلين ما ذكره الوليد؟ فقالت: أو تصدقه الفاسق في شيء، فتصدقه في هذا؟ قال: لا. قالت: فهو كبعض كذبه.

  يزيد بن هشام والوليد بن يزيد يتهاجيان

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال: حدثنا عمر بن شبة قال:

  كان يزيد بن هشام هجا الوليد بن يزيد بن عبد الملك، فقال:

  فحسب أبي العباس كأس وقينة ... وزقّ إذا دارت به في الذوائب

  ومن جلساء الناس مثل ابن مالك ... ومثل ابن جزء والغلام ابن غالب

  / فقال الوليد يهجوه، ويعيره بشرب أمه الشراب:

  /

  إن كأس العجوز كأس رواء ... ليس كأس ككأس أمّ حكيم

  إنها تشرب الرّساطون صرفا ... في إناء من الزجاج عظيم

  لو به يشرب البعير أو الفي ... - ل لظلَّا في سكرة وغموم

  ولدته سكرى فلم تحسن الطَّل ... - ق فوافى لذاك غير حليم

  أبو شاكر بن هشام وولاية العهد

  وكان لهشام منها ابن يقال له مسلمة، ويكنى أبا شاكر، وكان هشام ينوّه باسمه، وأراد أن يوليه العهد بعده، وولاه الحج، فحج بالناس، وفيه يقول عروة بن أذينة - لما وفد على هشام - وفرّق في الحجاز على أهلها مالا كثيرا، وأحبه الناس ومدحوه:

  أتينا نمتّ بأرحامنا ... وجئنا بأمر أبي شاكر

  وفيه يقول الوليد بن يزيد بن عبد الملك في حياة أبيه، وأشاع ذلك وغنّى فيه، وأراد أن يعيره بذلك:

  صوت

  يا أيها السائل عن ديننا ... نحن على دين أبي شاكر

  نشربها صرفا وممزوجة ... بالسخن أحيانا وبالفاتر

  فقال بعض شعراء أهل الحجاز يجيبه:


(١) كذا في ف، وفي الأصول: رحيم.

(٢) ف: عمرو بن بانة.