ذكر أم حكيم وأخبارها
  قد كاد ينال الأرض، فصعد إلينا، وقال لمحمد: أمير المؤمنين يقرأ عليك السّلام ويقول لك: قد بعثنا إليك بكأس أم حكيم، لتشرب فيه، وبألف دينار تنفقها في صبوحك. فقام محمد، فأخذ الكأس من يد الخادم، وقبّلها، وصب فيها ثلاثة أرطال، وشربها قائما، وسقانا مثل ذلك، ووهب للخادم مئتي دينار، وغسل الكأس، وردّها إلى موضعها، وجعل يفرق علينا تلك الدنانير، حتى بقي معه أقلَّها.
  صوت
  الأعشى يهجو علقمة بن علاثة
  علقم ما أنت إلى عامر ... الناقض الأوتار والواتر(١)
  إن تسد الحوص فلم تعدهم ... وعامر ساد بني عامر
  عهدي بها في الحي قد درّعت ... صفراء مثل المهرة الضامر
  قد حجم الثدي على صدرها(٢) ... في مشرق ذي بهجة ناضر
  / لو أسندت ميتا إلى نحرها ... عاش ولم يحمل(٣) إلى قابر
  حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجبا للميّت الناشر
  عروضه من السريع. والشعر للأعشى: أعشى بني قيس بن ثعلبة، يمدح عامر بن الطَّفيل، ويهجو علقمة بن علاثة.
  والغناء لمعبد في الثالث وما بعده، خفيف ثقيل الأول بالبنصر. وفي الأبيات لحنين ثقيل أول مطلق، في مجرى البنصر، عن إسحاق. وفيها أيضا لحن آخر ذكره في المجرد ولم يجنّسه، ولم ينسبه إلى أحد.
(١) هذه الأبيات من قصيدة طويلة أولها:
شاقتك من قتلة أطلالها ... بالشط فالوتر إلى حاجر
وهي في «الديوان» و «شرح المغني» للسيوطي، مع اختلاف كثير في الترتيب والألفاظ.
(٢) كذا في ف و «الديوان». وفي الأصول: نحرها.
(٣) كذا في ف: وفي الأصول و «الديوان» و «شرح شواهد المغني»: «ينقل».