أخبار عبد يغوث ونسبه
  وقال محرز بن مكعبر الضّبّيّ:
  فدى لقومي ما جمّعت من نشب(١) ... إذ ساقت الحرب أقواما لأقوام
  قد حدّثت مذحج عنا وقد كذبت ... أن لا يورّع(٢) عن نسواننا حام
  دارت رحاهم قليلا ثم واجههم ... ضرب يصبّح منهم(٣) مسكن الهام
  ساروا إلينا وهم صيد(٤) رؤوسهم ... فقد جعلنا لهم يوما كأيام
  / ظلَّت ضباع مجيرات يعدنهم(٥) ... وألحموهن منهم أيّ إلحام
  ظلت تدوس(٦) بني كعب بكلكلها ... وهم يوم بني نهد بإظلام
  وقال أوس بن مغراء:
  وفي يوم الكلاب إذ اعترتنا(٧) ... قبائل أقبلوا متناسبينا
  قبائل مذحج اجتمعت وجرم ... وهمدان وكندة أجمعينا
  وحمير ثم ساروا في لهام ... على جرد جميعا قادرينا
  فلما أن أتونا لم نكذّب ... ولم نسألهم أن يمهلونا
  / قتلنا منهم قتلى وولى ... شريدهم شعاعا(٨) هاربينا
  وفاظت(٩) منهم فينا أسارى ... لدينا منهم متخشّعينا
  وقال ذو الرّمّة غيلان بن عقبة في ذلك(١٠):
  وعمّي الذي قاد الرّباب جماعة ... وسعدهم الرأس الرئيس المؤمّر
  عشية أعطتنا أزمّة أمرها ... ضرار بنو القرم الأغرّ ومنقر
  وعبد يغوث تحجل الطير حوله ... قد احتزّ عرشيه الحسام المذكَّر
  العرشان: عرقان في العنق:
  عشيّة فرّ الحارثيون بعدما ... قضى نحبه في معرك الخيل هوبر
(١) ف: سبد.
(٢) يورع: يكف.
(٣) ف و «النقائض»: يصيح منه.
(٤) الصيد: جمع أصيد، وهو الذي يرفع رأسه كبرا.
(٥) كذا في ف. وفي الأصول: «ظلت مطيا لحراز تعذبهم» وفي «العقد الفريد» (٥: ٢٣٣): تجررهم. وألحموهن: أطعموهن اللحم.
ومعجيرات: موضع.
(٦) تدوس: كذا في «النقائض» و «العقد». وفي الأصول: رؤوس.
(٧) ف: اعترتنا: أي جاءتنا. وفي الأصول: إذا غزتنا.
(٨) شعاعا: متفرقين في كل ناحية.
(٩) فاظت: هلكت.
(١٠) «ديوانه» ٢٣٢. وفيه اختلاف في الرواية.