كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد يغوث ونسبه

صفحة 494 - الجزء 16

  وقال أخو جرم ألا لا هوادة ... ولا وزر إلا النجاء المشمر

  / أبى اللَّه إلَّا أننا آل خندف ... بنا يسمع الصوت الأنام ويبصر

  إذا ما تمضّرنا فلا ناس⁣(⁣١) غيرنا ... ونضعف أحيانا ولا نتمضّر

  وقال أيضا⁣(⁣٢):

  فما شهدت خيل امرئ القيس غارة ... بثهلان تحمي عن ثغور الحقائق

  أثرنا به نقع الكلاب وأنتم ... تثيرون نقع الملتقى بالمعازق

  أدرنا على جرم وأفناء مذحج ... رحى الموت فوق العاملات الخوافق

  صدمناهم دون الأمانيّ صدمة ... عماسا بأطواد طوال شواهق

  إذا نطحت شهباء شهباء بينها ... شعاع القنا والمشرفيّ البوارق

  وقال البراء بن قيس الكنديّ:

  قتلتنا تميم يوما جديدا⁣(⁣٣) ... قتل عاد وذاك يوم الكلاب

  يوم جئنا يسوقنا الحين سوقا ... نحو قوم كأنهم أسد غاب

  سرت في الأزد والمذاحج طرّا ... بين صلّ وكاشر الأنياب⁣(⁣٤)

  وبني كندة الملوك ولخم ... وجذام وحمير الأرباب

  ومراد وخثعم وزبيد ... وبني الحارث الطوال الرّغاب

  وحشدنا الصميم نرجونهابا ... فلقينا البوار دون النّهاب

  لقيتنا أسود سعد وسعد ... خلقت في الحروب سوط عذاب

  تركوني مسهّدا في وثاق ... أرقب النجم ما أسيغ شرابي

  خائفا للردى ولولا دفاعي ... بمئين عن مهجتي كالضباب

  / لسقيت الرّدى وكنت كقومي ... في ضريح مغيّبا في التراب

  تذرف الدمع بالعويل نسائي ... كنساء بكت قتيل الرّباب

  فلعيني على الألى فارقوني ... درر⁣(⁣٥) من دموعها بانسكاب

  كيف أبغي الحياة بعد رجال ... قتلوا كالأسود قتل الكلاب

  منهم الحارثيّ عبد يغوث ... ويزيد الفتيان وابن شهاب


(١) فلا ناس: كذا في ف. وفي الأصول و «الديوان»: فما الناس.

(٢) «ديوانه» (٤٠٧). وفيه اختلاف في الرواية.

(٣) ف: يوم جديد.

(٤) كذا في ف. وفي الأصول: «وبكيل وحاشد الأنياب».

(٥) الدرر: جمع درة، وهي الدفعة من المطر.