كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ذات الخال

صفحة 502 - الجزء 16

  إني أقول الحق⁣(⁣١) فاستيقني ... كل امرئ في حبّه يلعب

  الشعر والغناء لإبراهيم، له فيه لحنان: رمل وخفيف ثقيل، عن ابن المكيّ. ومنها:

  صوت

  جزى اللَّه خيرا من كلفت بحبه ... وليس به إلا المموه من حبّي

  وقالوا: قلوب العاشقين رقيقة ... فما بال ذات الخال قاسية القلب؟

  وقالوا لها هذا محبك معرضا ... فقالت: أرى⁣(⁣٢) إعراضه أيسر الخطب

  فما هو إلا نظرة بتبسم ... فتنشب رجلاه ويسقط للجنب

  ومنها:

  صوت

  إن لم يكن حب ذات الخال عنّاني ... إذن فحوّلت في مسك⁣(⁣٣) ابن زيدان⁣(⁣٤)

  فإنّ هذي يمين ما حلفت بها ... إلا على الحق في سري وإعلاني

  الشعر والغناء لإبراهيم، هزج بالبنصر.

  ومنها:

  صوت

  لقد أخلو بذات الخا ... ل والحراس قد هجعوا

  فمن يبصر أبا الخطَّا ... ب يطلبها ويتّبع⁣(⁣٥)

  ألا لم تر محزونا ... تسنّم صبره الجزع

  وقارعني ففزت بها ... وحازتها لي القرع

  غناه إبراهيم، من رواية بذل عنه، ولم تذكر طريقته.

  إبراهيم الموصلي يعد ذات الخال دنياه ودينه

  قال عليّ بن محمد الهشاميّ: حدّثني جدي، يعني ابن حمدون، قال: حدّثني مخارق قال:

  كنت عند إبراهيم الموصليّ ومعي ابن زيدان صاحب البرامكة، وإبراهيم يلاعبه بالشّطرنج، فدخل علينا


(١) أ: الشعر.

(٢) أ: ألا.

(٣) المسك: الجلد. يريد: مسخت وصيرت ابن زيدان. أي في مسلاخه وشبهه.

(٤) إلى هنا ينتهي الساقط من نسخة (ف).

(٥) جواب الشرط محذوف، تقديره: ير منظرا مؤلما، وفسره في البيت الذي يليه، بأنك لم تر محزونا غلبه الجزع مثله.