كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر لبيد في مرثية أخيه

صفحة 45 - الجزء 17

  قال: وكانت كنية أربد أبا حزاز، فصغّره ضرورة.

  وقال فيه أيضا⁣(⁣١):

  ما إن تعدّى⁣(⁣٢) المنون من أحد ... لا والد مشفق ولا ولد

  أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نوء السّماك والأسد

  فجّعني الرّعد والصّواعق بال ... فارس يوم الكريهة النّجد

  الحارب الجابر الحريب إذا ... جاء نكيبا وإن يعد يعيد⁣(⁣٣)

  يعفو على الجهد والسّؤال كما ... أنزل صوب الربيع ذي الرّصد⁣(⁣٤)

  لم تبلغ⁣(⁣٥) العين كلّ نهمتها ... ليلة تمسي الجياد كالقدد⁣(⁣٦)

  كلّ بني حرّد مصيرهم ... قلّ، وأن أكثرت من العدد

  إن يغبطوا يهبطوا⁣(⁣٧) وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والنّفد⁣(⁣٨)

  يا عين هلَّا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام الخصوم في كبد⁣(⁣٩)

  / يا عين هلَّا بكيت أربد إذ ... ألوت رياح الشتاء بالعضد⁣(⁣١٠)

  وأصبحت لاقحا مصرّمة ... حين تقضّت غوابر المدد

  إن يشغبوا لا يبال شغبهم ... أو يقصدوا في الخصام يقتصد⁣(⁣١١)

  / حلو كريم، وفي حلاوته ... مرّ، لطيف الأحشاء والكبد

  أبو بكر الصديق ¥ ينشد شعرا له في رثاء أخيه أربد

  نسخت من كتاب ابن النطاح، عن المدائني، عن عليّ بن مجاهد، قال:

  أنشد أبو بكر الصديق ¥ قول لبيد في أخيه أربد⁣(⁣١٢):

  لعمري لئن كان المخبّر صادقا ... لقد رزئت في حادث الدّهر جعفر


(١) ديوانه: ١٥٨.

(٢) في الديوان: «ما إن تعرى» قال في «شرحه»: تعرّى: تترك.

(٣) الحارب: من يحرب الأموال. الجابر: الذي يجبر من قد حرم ماله. نكيبا: مصابا. وإن يعد لسؤاله، يعد لعطيته. وفي «بيروت»:

وجاء «بكيئا».

(٤) يعفو: يكثر. والصّوب: المطر يكون في أول الزمان. وصوب الربيع: مطره. والرصد: نبات يكمن تحت الثرى، وذلك في أول المطر.

(٥) في أ: «لا تبلغ».

(٦) القدد: السيور.

(٧) يهبطوا: يموتوا.

(٨) الديوان: «النكد».

(٩) كذا في ب، س ومختار الأغاني والديوان، وفي أ: «وقال الخصوم». والكبد: الأمر الشديد.

(١٠) هامش أ: العضد: الشجر المقطوع. وفي شرح الديوان: العضد: الشجر اليابس. وألوت: دهبت به وطارت.

(١١) الشغب: الجور عن الطريق والقصد. يقتصدوا: يأخذوا الفصد.

(١٢) ديوانه ١٦٧.