خبر لبيد في مرثية أخيه
  أخ لي، أمّا(١) كلّ شيء شألته ... فيعطي، وأما كلّ ذنب فيغفر
  فقال أبو بكر رضوان اللَّه عليه: ذلك رسول اللَّه، لا أربد بن قيس.
  وقد رثاه بعد ذلك بقصائد يطول الخبر بذكرها.
  ومما رثاه به، وفيه غناء، قوله(٢):
  صوت
  بلينا وما تبلى النجوم الطَّوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
  وقد كنت في أكناف دار مضنّة ... ففارقني جار بأربد نافع
  فلا جزع إن فرّق الدّهر بيننا ... فكلّ فتى يوما به الدّهر فاجع
  وما المرء إلَّا كالشّهاب وضوئه ... يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
  / أليس ورائي إن تراخت منيّتي ... لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
  أخبّر أخبار القرون التي مضت ... أدبّ كأنّي كلما قمت راكع
  فأصبحت مثل السيف أخلق جفنه ... تقادم عهد القين والنّصل قاطع
  فلا تبعدن إنّ المنية موعد ... علينا فدان للطَّلوع وطالع
  أعاذل ما يدريك، إلَّا تظنّيا ... إذا رحل السّفّار(٣) من هو راجع؟
  أتجزع مما أحدث الدهر للفتى ... وأيّ كريم لم تصبه القوارع!
  غنّى في الأول والخامس والسادس والسابع حنين الحيريّ خفيف ثقيل أول بالبنصر، عن الهشاميّ وابن المكيّ وحماد، وفيها ثقيل أول بالوسطى، يقال إنه لحنين أيضا، ويقال إنّه لأحمد النّصبيّ(٤)، ويقال: إنه منحول.
  ومما رثاه به قوله، وهي من مختار مراثيه(٥):
  طرب الفؤاد وليته لم يطرب ... وعناد ذكرى خلَّة لم تصقب(٦)
  سفها، ولو أني أطعت عواذلي ... فيما يشرن به بسفح المذنب
  لزجرت قلبا لا يريع لزاجر ... إنّ الغويّ إذا نهي لم يعتب(٧)
  فتعزّ عن هذا، وقل في غيره ... واذكر شمائل من أخيك المنجب
  يا أربد الخير الكريم جدوده ... أفردتني أمشي بقرن أعضب(٨)
(١) في الديوان: «فتى كان أما».
(٢) ديوانه ١٦٨.
(٣) في الديوان: «إذا ارتحل الفتيان».
(٤) في ب، س، ج: النصيبي.
(٥) ديوانه ١٥٦.
(٦) تصقب: تجاور وتقترب.
(٧) لا يريع: لا يرجع ولا يتعظ، لم يعتب: لم يرجع إلى ما يرضى عاتبه.
(٨) أعضب: مكسور أو مقطوع.