كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر خبر العباس وفوز

صفحة 48 - الجزء 17

٤ - ذكر خبر العباس وفوز

  كانت جارية لمحمد بن منصور

  أخبرني محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الخراسانيّ، قال: حدثنا محمد بن النضر، قال:

  كانت فوز جارية لمحمد بن منصور، وكان يلقّب فتى العسكر، ثم اشتراها بعض شباب البرامكة فدبّرها⁣(⁣١) وحجّ بها. فلما قدمت قال العباس⁣(⁣٢):

  ألا قد قدمت فوز ... فقرّت عين عبّاس

  لمن بشّرني البشرى ... على العينين والرّأس

  أيا ديباجة الحسن ... ويا رامشنة الآس⁣(⁣٣)

  يلوموني على الحبّ ... وما بالحبّ من باس!

  تشبهه في شعره بأيي العتاهية

  أخبرني محمد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر الأنباريّ - وهو أبو عاصم بن محمد الكاتب - قال:

  حدثني علي بن محمد النّوفليّ قال:

  كانت فوز لرجل جليل من أسباب السلطان، وكان العبّاس يتشبّه في أشعاره وذكر فوز بما قاله أبو العتاهية في عتبة، فحجّ بها مولاها، فقال العباس⁣(⁣٤):

  /

  يا ربّ ردّ علينا ... من كان أنسا وزينا

  من لا نسرّ بعيش ... حتى يكون لدينا

  / يا من أتاح لقلبي ... هواه شؤما وحينا ضما زلت مذغبت عنّي

  من أسخن الناس عينا ... ما كان حجّك عندي⁣(⁣٥) ... إلَّا بلاء علينا

  فلما قدمت قال:

  ألا قد قدمت فوز ... فقرّت عين عبّاس


(١) دبرها: أعتقها عن دبر، أي بعد موته.

(٢) ديوانه ١٦٥.

(٣) قال الشهاب في «شفاء الغليل»: «رامشنة»، قال الصولي: هي ورقة الآس، لها رأسان وفي ديوانه: ويا رائحة الآس.

(٤) ديوانه ٢٦٥.

(٥) في ديوانه: «ما كان حجك هذا».