كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر بذل وأخبارها

صفحة 56 - الجزء 17

  إسحاق يطرب ويشرب على غنائها

  فطرب أبي واللَّه طربا شديدا، وشرب رطلا، وقال لها: أحسنت يا بنتي، واللَّه لا تغنّين صوتا إلَّا شربت عليه رطلا.

  قال أبو الفرج: والغناء في هذا الشعر لبذل خفيف رمل بالوسطى.

  في مجلس شراب المأمون

  وذكر أحمد بن أبي طاهر أنّ محمّد بن علي بن طاهر بن الحسين حدّثه أنّ المأمون كان يوما قاعدا يشرب وبيده قدح إذ غنّت بذل:

  ألا لا أرى شيئا ألذّ من الوعد

  فجعلته:

  ألا لا أرى شيئا ألذ من السّحق

  / فوضع المأمون القدح من يده والتفت إليها، وقال: بلى يا بذل، النّيك ألذّ من السّحق⁣(⁣١)، فتشوّرت⁣(⁣٢) وخافت غضبه، فأخذ قدحه، ثم قال: أتمّي صوتك وزيدي فيه:

  /

  ومن غفلة الواشي إذا ما أتيتها ... ومن زورتي أبياتها خاليا وحدي

  ومن صيحة⁣(⁣٣) في الملتقى ثم سكتة ... وكلتاهما عندي ألذّ من الخلد

  نسبة هذا الصوت

  ألا لا أرى شيئا ألذّ من الوعد ... ومن أملي فيه وإن كان لا يجدي

  الغناء لإبراهيم خفيف رمل بالبنصر في رواية عمرو بن بانة.

  صوت

  بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيّم عندها لم يجز مكبول⁣(⁣٤)

  وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلَّا أغنّ غضيض الطَّرف مكحول

  الشعر لكعب⁣(⁣٥) بن زهير بن أبي سلمى المزنيّ، والغناء لابن محرز، ثاني ثقيل بالبنصر، عن عمرو بن بانة والهشاميّ.


(١) في هامش أ: «يبعد أن يكون هذا صدر عن المأمون».

(٢) تشورت: خجلت.

(٣) في المختار: «ضجة».

(٤) الديوان: «متيم إثرها».

(٥) ديوانه ٦.