كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار كعب بن زهير

صفحة 63 - الجزء 17

  عرقوب المضروب به المثل

  قال أبو زيد: الذي⁣(⁣١) عناه كعب رجل من الأوس كان وعد رجلا ثمر نخلة، فلما أطلعت أتاه فقال: دعها حتى تلقح⁣(⁣٢)، فلما لقحت قال: دعها حتى تزهي⁣(⁣٣)، فلما أزهت أتاه فقال: دعها حتى ترطب، / ثم أتاه / فقال:

  دعها حتى تتمر، فلما أتمرت عدا عليها ليلا فجدّها، فضرب به في الخلف المثل، وذلك قول الشماخ⁣(⁣٤):

  وواعدني ما لا أحاول نفعه ... مواعيد عرقوب أخاه بيترب

  وقال المتلمّس لعمرو بن هند:

  من كان خلف الوعد شيمته ... والغدر عرقوب له مثل

  وما قالته الشعراء في ذكر عرقوب يكثر.

  قال إبراهيم بن المنذر: حدّثني معن بن عيسى، قال: حدثني الأوقص محمد بن عبد الرحمن المخزوميّ، قال:

  حدثني عليّ بن زيد أنّ كعب بن زهير أنشد رسول اللَّه هذه القصيدة في المسجد الحرام، لا في مسجد المدينة.

  قال إبراهيم: حدثني محمد بن الضّحّاك بن عثمان عن أبيه، قال:

  عنى كعب بن زهير بقوله:

  في فتية من قريش قال قائلهم

  عمر بن الخطاب ¥.

  صوت

  أبيني أفي يمنى يديك جعلتني ... فأفرح⁣(⁣٥) أم صيّرتني في شمالك

  أبيت كأنّي بين شقّين من عصا ... حذار الرّدى أو خيفة من زيالك⁣(⁣٦)

  تعاللت كي أشجى وما بك علَّة ... تريدين قتلي، قد ظفرت بذلك

  عروضه من الطويل، الشعر لابن الدّمينة بعضه، وبعضه ألحقه المغنّون به، وهو لغيره. والغناء لابن جامع ثاني ثقيل بالوسطى، وفيه لإبراهيم ثقيل أول بالبنصر.


(١) يريد الذي عناه بقوله: «مواعيد عرقوب».

(٢) في هامش أ: «تبلج ... أبلج».

(٤) في «اللسان»: «ت ر ب» منسوب إلى الأشجعي، وكذلك في «البلدان». وفي هامش أ: «يترب من أرض اليمامة. ورواه القاسم بن سلام بالثاء، يريد المدينة».

(٥) أ: «فأطمع».

(٦) زيالك: فراقك.