كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن الدمينة ونسبه

صفحة 65 - الجزء 17

  /

  يا بن الدّمينة إن تغضب لما فعلت ... فطال خزيك⁣(⁣١) أو تغضب مواليها

  أو تبغضوني فكم من طعنة نفذ ... يغذو خلال اختلاج الجوف غاذيها⁣(⁣٢)

  جاهدت فيها لكم إني لكم أبدا ... أبغي معايبكم عمدا فآتيها

  فذاك عندي لكم حتّى تغيّبني ... غبراء مظلمة هار نواحيها

  أغشى نساء بني تيم إذا هجعت ... عنّي العيون ولا أبغي مقاريها⁣(⁣٣)

  كم كاعب من بني تيم قعدت لها ... وعانس حين ذاق النوم حاميها

  كقعدة الأعسر العلفوف⁣(⁣٤) منتحيا ... متينة من متون النّبل ينحيها⁣(⁣٥)

  وشهقة عند حسّ⁣(⁣٦) الماء تشهقها ... وقول ركبتها: قض⁣(⁣٧)، حين تثنيها

  / علامة كيّة ما بين عانتها ... وبين سبّتها⁣(⁣٨) لا شلّ كاويها

  وتعدل الأير إن زاغت فتبعثه ... حتى يقيم برفق صدره فيها

  بين الصّفوقين في مستهدف ومد⁣(⁣٩) ... ذي حرّة ذاق طعم الموت صاليها

  ماذا ترى ابن عبيد اللَّه في امرأة ... ليست بمحصنة عذراء حاويها

  أيّام أنت طريد لا تقاربها ... وصادف القوس في الغرّات باريها

  ترى عجوز بني تيم ملفّعة⁣(⁣١٠) ... شمطا عوارضها ربدا دواهيها⁣(⁣١١)

  إذ تجعل الدّفنس الورهاء عذرتها ... قشارة من أديم ثم تفريها⁣(⁣١٢)

  حتى يظلّ هدان القوم يحسبها⁣(⁣١٣) ... بكرا وقبل هوى في الدار هاويها

  يستدرج مزاحما ويقتله

  قال الزّبير عن رجاله، وابن حبيب عن ابن الأعرابيّ:

  لما بلغ ابن الدّمينة شعر مزاحم أتى امرأته فقال لها: قد قال فيك هذا الرجل ما قال، وقد بلغك! قالت: واللَّه ما رأى ذلك منّي قط. قال: فمن أين له العلامات؟ قالت: وصفهنّ له النساء. قال: هيهات واللَّه أن يكون ذلك


(١) في أ: «حزنك».

(٢) في هامش أ: غذا، إذا سال، وفي المختار: «يعدو ... عاديها».

(٣) مقاريها: محالّ قراها للضيوف.

(٤) في هامش أ: «العلفوف: الرجل الضخم»، وفي «اللسان»: رجل علفوف: جاف كثير اللحم والشعر.

(٥) في س و «المعاهد»: «من متين النبل يرميها». والمثبت من أ.

(٦) في المختار: «حبس الماء».

(٧) في «اللسان» قض: حكاية صوت الركبة إذا صاتت، يقال: قالت ركبته: قض، وأنشد الشطر الثاني.

(٨) السبة: الاست.

(٩) ومد: شديد الحر.

(١٠) في أ: «معلقة».

(١١) عوارضها: جمع عارضة؛ وهي صفحة الحد. والربد: الغبر، جمع ربداء.

(١٢) في هامش أ: «الدفنس: الهمة المسنة». وفي «اللسان»: الدفنس: الحمقاء. والورهاء الكثيرة الشحم، وعذرتها: بكارتها.

(١٣) هدان القوم، الهدان: الأحمق الثقيل.