كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر الحطيئة ونسبه

صفحة 432 - الجزء 2

  وخالد بن سعيد يقولان: كان الحطيئة إذا غضب على بني عبس يقول: أنا من بني ذهل، وإذا غضب على بني ذهل قال: أنا من بني عبس.

  أخبرني الحسين بن يحيى المرداسيّ قال قال حمّاد بن إسحاق قال أبي قال ابن الكلبيّ: كان الحطيئة مغموز النسب⁣(⁣١)، وكان من أولاد الزنا الذين شرفوا. قال إسحاق وقال الأصمعيّ: كان الحطيئة يضرب بنسبه إلى بكر بن وائل فقال في ذلك.

  قومي بنو عوف⁣(⁣٢) بن عمرو إن أراد العلم عالم

  قوم إذا ذهبت خضا⁣(⁣٣) ... رم منهم خلفت خضارم

  لا يفشلون ولا تبيت على أنوفهم المخاطم⁣(⁣٤) قال الأصمعيّ وقدم الحطيئة الكوفة فنزل في بني عوف بن عامر بن ذهل يسألهم وكان يزعم أنه منهم وقال في ذلك:

  سيري أمام فإنّ المال يجمعه ... سيب الإله وإقبالي وإدباري

  إلى معاشر منهم يا أمام أبي ... من آل عوف بدوء⁣(⁣٥) غير أشرار⁣(⁣٦)

  نمشي على ضوء أحساب أضأن لنا⁣(⁣٧) ... ما ضوّأت ليلة القمراء للسّاري

  خبره مع أخويه من أوس بن مالك

  وقال ابن دريد في خبره عن عمه عن ابن الكلبيّ عن أبيه، وحمّاد بن إسحاق عن أبيه عن ابن الكلبيّ عن أبيه قال: كان أوس بن مالك بن جؤيّة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس تزوّج بنت رياح بن عمرو⁣(⁣٨) بن عوف بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، وكان له أمة يقال لها الضّرّاء فأعلقها بالحطيئة ورحل عنها. وكان لبنت رياح أخ يقال له: الأفقم، وكان طويلا أفقم⁣(⁣٩)، صغير العينين، مضغوط اللَّحيين، فولدت الضّراء الحطيئة فجاءت به شبيها بالأفقم، فقالت لها مولاتها: من أين هذا الصبيّ؟ فقالت لها: من أخيك، وهابت أن تقول لها من زوجك، فشبّهته بأخيها؛ فقالت لها: صدقت. ثم مات أوس وترك⁣(⁣١٠) ابنين من الحرّة، وتزوّج الضّرّاء


(١) في ح: «كان الحطيئة مغموز النسب. قال أبي: وكان من أولاد الزنا الخ».

(٢) كذا في جميع الأصول وفي نسخة «الديوان» التي بخط الشيخ محمود الشنقيطي والنسخة طبع أوروبا: «عمرو بن عوف».

(٣) الخضارم: جمع خضرم وهو الجواد الكثير العطيّة وقيل السيّد الحمول.

(٤) كذا بالأصول وهو جمع مخطم، والمخطم: موضع الخطام من ألأنف. وفي «ديوانه» طبع أوروبا ص ١٩٣: «الخواطم» وهو جمع خاطم، والخاطم: واضع الخطام في أنف البعير وهو حبل يوضع في أنف البعير ليقاد به وكلتا الروايتين لا تتمشى في البيت لأن الظاهر أن المراد الخطام نفسه.

(٥) كذا في «الديوان» ص ١٩٢ طبع أوروبا، والبدوء: جمع بدء وهو السيد، وقيل: الشاب المستجاد الرأي المستشار. وفي جميع الأصول: «بدور» بالراء المهملة.

(٦) كذا في «ديوانه». وفي الأصول: «أسرار» بالسين المهملة.

(٧) كذا في «ديوانه». وفي ح، أ: «إلى ضوء أحساب أضأن لنا». وفي باقي الأصول: «إلى ضوء إحسان أضاء لنا».

(٨) كذا في أغلب الأصول. وفي ح: «رياح بن عوف بن عمرو».

(٩) الأفقم من الفقم، والفقم في الفم: أن تدخل الأسنان العليا، وقيل: أن يخرج أسفل اللحي ويدخل أعلاه، ويقال لكل معوج: أفقم.

(١٠) في ح، م، أ: «ثم مات الأفقم وترك ابنين من حرّة الخ».