نسب المقنع الكندي وأخباره
  شاعر يفضل شعرا له تعريضا ببخل خليفة
  وأخبرني محمد بن يحيى الصوليّ، قال: حدثني محمد بن زكريلا الغلابيّ، عن العتبيّ، قال: حدثني أبو خالد من ولد أميّة بن خلف، قال:
  قال عبد الملك بن مروان - وكان أول خليفة ظهر منه بخل -: أيّ الشعراء أفضل؟ فقال له: كثير بن هراسة، يعرّض ببخل عبد الملك: أفضلهم المقنّع الكنديّ حيث يقول:
  إني أحرّض أهل البخل كلَّهم ... لو كان ينفع أهل البخل تحريضي
  ما قلّ مالي إلَّا زادني كرما ... حتى يكون برزق اللَّه تعويضي
  والمال يرفع من لولا دراهمه ... أمسى يقلَّب فينا طرف مخفوض
  لن تخرج البيض عفوا من أكفهم ... إلَّا على وجع(١) منهم وتمريض
  كأنّها من جلود الباخلين بها ... عند النوائب تحذى بالمقاريض(٢)
  فقال عبد الملك - وعرف ما أراد -: اللَّه أصدق من المقنّع حيث يقول: {والَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يَقْتُرُوا}(٣).
  صوت
  يا بن هشام يا عليّ النّدى ... فدتك نفسي ووقتك الرّدى
  نسيت عهدي أو تناسيتني ... لمّا عداني عنك صرف النّوى
  الشعر والغناء لإسحاق الموصليّ رمل بالبنصر.
(١) في أ: «على وجل».
(٢) تحذى: تقطع.
(٣) سورة الفرقان ٦٧.