كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر الحطيئة ونسبه

صفحة 433 - الجزء 2

  رجل من بني عبس فولدت له رجلين فكانا أخوي الحطيئة من أمه. فأعتقت بنت رياح الحطيئة وربّته فكان كأنه أحدهما. وترك الأفقم نخلا باليمامة. فأتى الحطيئة أخويه من أوس بن مالك وقد كانت أمه لما أعتقتها بنت رياح / اعترفت أنها اعتلقت من أوس بن مالك، فقال لهم: أفردوا إليّ من مالكم قطعة فقالا: لا، ولكن أقم معنا فنحن نواسيك فقال:

  أأمر تماني أن أقيم عليكما ... كلَّا لعمر أبيكما الحبّاق

  عبدان خيرهما يشلّ بضبعه ... شلّ الأجير قلائص الورّاق⁣(⁣١)

  سأل أمه من أبوه فخلطت عليه فقال شعرا

  قال: وسأل الحطيئة أمّه: من أبوه فخلطت عليه فقال:

  تقول لي الضرّاء لست لواحد ... ولا اثنين فانظر كيف شرك أولئكا

  وأنت امرؤ تبغي أبا قد ضللته ... هبلت⁣(⁣٢) ألمّا تستفق من ضلالكا

  خبره مع إخوته من بني الأفقم

  قال: وغضب عليها فلحق بإخوته بني الأفقم فقال:

  سيري أمام فإن المال يجمعه ... سيب الإله وإقبالي وإدباري

  قال: فلم يدفعوه ولم يقبلوه فقال:

  إنّ اليمامة خير ساكنها ... أهل القريّة من بني ذهل

  وسألهم ميراثه من الأفقم فأعطوه نخلات من نخل أبيهم تدعى نخلات أمّ مليكة، وأمّ مليكة: امرأة الحطيئة، فقال:

  ليهني⁣(⁣٣) تراثي لامرئ غير ذلَّة ... صنابير أحدان لهن حفيف⁣(⁣٤)


(١) كذا في ح، أويشلّ: يطرد. والضبع: وسط العضد بلحمه. والورّاق: صاحب الورق: المال من إبل ودراهم وغيرهما. وفي ب، س:

«عبدان سيرهما يسلّ بضبعه ... سلّ الأجير قلائص الورّاق «

(٢) يقال هبلته أمه أي ثكلته والقياس في المسند للمخاطب أن يقال هبلت بالبناء للمفعول لأنه إنما يدعي عليه بأن تهبله أمه ولكن صاحب «اللسان» في مادة «هبل» نقل عن ابن الأعرابي أنه يقال في الدعاء: هبلت بالبناء للفاعل ولا يقال هبلت بالبناء للمفعول.

(٣) كذا في ح، م، أليهني بياء ساكنة، وفي «اللسان» مادة «وحد» ليهنيء بجزم الهمز وكلاهما صحيح. وفي ب، س: «ليهن» وذكر صاحب «اللسان» أن ليهنك (أي بغير همز ولا ياء) تقوله العامة وهو غير جائز. ولكن ورد في «صحيح البخاريّ» في حديث توبة كعب بن مالك «ليهنك توبة اللَّه عليك» انظر «تاج العروس» مادة «هنأ».

(٤) كذا في ح، أو «لسان العرب» مادّة صنبر ومادّة وحد. غير أن كلمة صنابير رواها صاحب «اللسان» هكذا «صنابر» من غير ياء بعد الباء، وحكى أن ابن الأعرابي فسرها بالسهام الدقاق، وأن ابن سيدة قال: لم أجد هذا إلا عن ابن الأعرابيّ ولم يأت لها بواحد.

وأحدان: أفراد لا نظير لها. وفي ب، س:

صنانير أخدان لهن حفيف

وهو تصحيف.