نسب أبي قيس بن الأسلت وأخباره
  قال: أريد أحسن من هذا. قلنا: ما عندنا شيء. قال: قول أبي قيس بن الأسلت:
  وقد لاح في الصّبح الثريّا لمن رأى ... كعنقود ملَّاحيّة حين نوّرا(١)
  أبو قيس يحكم له بالتقدم في المعنيين السابقين
  قال: فحكم له عليهم في هذين المعنيين بالتقدم.
  استشهاد عبد الملك بشعره في خطبته بعد مقتل مصعب بن الزبير
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء، قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن طالب / الديناريّ، قال: حدثني أبو عدنان، قال: حدثني الهيثم بن عديّ، قال: حدثني الضحاك بن زميل السّكسكيّ، قال:
  لما قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزّبير خطب الناس بالنّخيلة، فقال في خطبته: أيّها الناس، دعوا الأهواء المضلَّة، والآراء المشتّتة، ولا تكلَّفونا أعمال المهاجرين وأنتم لا تعملون بها؛ فقد جاريتمونا إلى السيف، فرأيتم كيف صنع اللَّه بكم، ولا أعرفنكم بعد الموعظة تزدادون جراءة؛ فإني لا أزداد بعدها / إلَّا عقوبة، وما مثلي ومثلكم إلا كما قال أبو قيس بن الأسلت:
  من يصل ناري بلا ذنب ولا ترة ... يصل بنار كريم غير غدّار
  أنا النذير لكم منّي مجاهرة ... كي لا ألام على نهي وإعذار
  فإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا ... أن سوف تلقون خزيا ظاهر العار(٢)
  لتتركنّ أحاديثا ملعّنة(٣) ... عند المقيم وعند المدلج السّاري
  وصاحب الوتر ليس الدهر مدركه ... عندي وإني لطلَّاب لأوتار
  أقيم عوجته إن كان ذا عوج ... كما يقوّم قدح النّبعة الباري
  صوت
  ترفّع أيها القمر المنير ... لعلَّك أن ترى حجرا يسير
  يسير إلى معاوية بن حرب ... ليقتله كما زعم الأمير
  ألا يا حجر حجر بني عديّ ... تلقّتك السلامة والسرور
  تنعّمت الجبابر بعد حجر(٤) ... وطاب لها الخورنق والسّدير
  الشعر لامرأة(٥) من كندة ترثي حجر بن عديّ صاحب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ~.
  والغناء لحكم الوادي رمل بالوسطى، وفيه لحنين هزج خفيف بالوسطى عن ابن المكي والهشاميّ.
(١) الملاحية: من شجر الزهر.
(٢) اللسان ٣: ٦٩.
(٣) كذا في ج، وفي م، أ، س، ب: «وملعبة» تصحيف.
(٤) في أو الطبري: «تجبرت».
(٥) هي هند بنت زيد بن مخرمة الأنصاري، كما في الطبري ٥: ٢٨.