كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر مقتل حجر بن عدي

صفحة 103 - الجزء 17

  رثاء حجر

  وقالت امرأة من كندة ترثي حجرا⁣(⁣١):

  ترفّع أيّها القمر المنير ... لعلَّك أن ترى حجرا يسير⁣(⁣٢)

  يسير إلى معاوية بن حرب ... ليقتله كما زعم الأمير

  ألا يا ليت حجرا مات موتا ... ولم ينحر كما نحر البعير

  ترفّعت الجبابر بعد حجر ... وطاب لها الخورنق والسّدير⁣(⁣٣)

  وأصبحت البلاد له محولا ... كأن لم يحيها مزن⁣(⁣٤) مطير

  / ألا يا حجر حجر بني عديّ ... تلقّتك السلامة والسرور

  أخاف عليك سطوة آل حرب⁣(⁣٥) ... وشيخا في دمشق له زئير

  يرى قتل الخيار عليه حقّا ... له من شرّ أمّته وزير

  فإن تهلك فكلّ زعيم قوم ... إلى هلك⁣(⁣٦) من الدنيا يصير

  صوت

  أحنّ إذا رأيت جمال سعدى ... وأبكي إن رأيت لها قرينا⁣(⁣٧)

  وقد أفد الرّحيل⁣(⁣٨) فقل لسعدى: ... لعمرك خبّري ما تأمرينا

  الشعر لعمر بن أبي ربيعة، يقوله في سعدى بنت عبد الرحمن بن عوف. والغناء لابن سريج، رمل بالوسطى، عن حبش. وقد قيل: إن عمر قال هذا البيت مع بيت آخر في ليلى بنت الحارث بن عوف المرّيّ. وفيه أيضا غناء، وهو:

  صوت

  ألا يا ليل إنّ شفاء نفسي ... نوالك إن بخلت فزوّدينا⁣(⁣٩)

  وقد أفد الرحيل وحان منّا ... فراقك فانظري ما تأمرينا

  / غنّى به الغريض ثقيلا أوّل بالبنصر، عن عمرو وحبش، وفيه خفيف ثقيل يقال إنه أيضا للغريض.

  الناس من ينسبه إلى ابن سريج.


(١) هي هند بنت زيد الأنصارية؛ وانظر ما سبق ص ١٣٢.

(٢) وكذا في المختار. وفي الطبري: «تبصر هل ترى حجرا يسير».

(٣) س: «تربعت»، وفي الطبري: «تجبرت». والخورنق: قصر كان بظهر الحيرة. والسدير: قصر كان قريبا منه.

(٤) أ: «زمن».

(٥) الطبري: «أخاف عليك ما أردى عديا»، والمثبت في المختار أيضا.

(٦) الطبري: «من الدنيا إلى ملك يصير».

(٧) ديوانه ٥٠٢.

(٨) أفد الرحيل: دنا وأزف.

(٩) ديوانه ٥٠٢.