أخبار لعمر بن أبي ربيعة
١٢ - [أخبار لعمر بن أبي ربيعة]
  سعدى بنت عبد الرحمن تبعث إلى عمر بن أبي ربيعة تعظه
  أخبرني حرميّ، عن الزّبير، عن طارق بن عبد الواحد، قال: قال عبد الرحمن المخزوميّ:
  كانت سعدى بنت عبد الرحمن بن عوف جالسة في المسجد، فرأت عمر بن أبي ربيعة في الطواف، فأرسلت إليه: إذا قضيت طوافك فائتنا، فلما قضى طوافه أتاها فحادثها، وأنشدها، فقالت: ويحك يا بن أبي ربيعة. ما تزال سادرا في حرم اللَّه منتهكا، تتناول بلسانك ربّات الحجال من قريش؟! فقال: دعي هذا عنك، أما سمعت ما قلت فيك؟ قالت: وما قلت فيّ؟ فأنشدها:
  أحنّ إذا رأيت جمال سعدى ... وأبكي إن رأيت لها قرينا(١)
  أسعدى إنّ أهلك قد أجدّوا ... رحيلا فانظري ما تأمرينا
  فقالت: آمرك بتقوى اللَّه، وترك ما أنت عليه.
  ابن أبي عتيق ينشد سعدى قول عمر
  قال الزبير: وحدثني عبد اللَّه بن مسلم، قال: أنشد عمر بن أبي ربيعة بن أبي عتيق قوله:
  أحنّ إذا رأيت جمال سعدى
  قال: فركب ابن أبي عتيق فأتى سعدى بالجناب من أرض بني فزارة. فأنشدها قول عمر، وقال لها:
  ما تأمرين؟ فقالت: آمره بتقوى اللَّه يا بن الصّدّيق.
  يستوقف ليلى بنت الحارث بن عوف وينشدها
  قال الزّبير: وحدّثني طارق بن عبد الواحد، عن أبي عبيدة، عن عبد الرحمن المخزوميّ، قال:
  لقي عمر بن أبي ربيعة ليلى بنت الحارث بن عوف المرّيّ، وهو يسير على بغلة، فقال لها: قفي أسمعك بعض ما قلت فيك؟ فوقفت، فقال:
  ألا يا ليل إنّ شقاء نفسي ... نوالك إن بخلت فنوّلينا
  قال: فما بلغنا أنها ردّت عليه شيئا، ومضت.
  وقد روى هذا الخبر إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن معن، فذكر أنّ ابن أبي عتيق إنما مضى إلى ليلى بنت الحارث بن عوف، فأنشدها هذا البيت، وهو الصحيح؛ لأنّ حلولها بالجنات من أرض فزارة أشبه بها منه بسعدى بنت عبد الرحمن بن عوف. ورواية الزّبير فيما أروى وهم لاختلاط الشعرين في سعدى وليلى.
(١) ديوانه ٥٠٢.