أخبار عزة الميلاء
  نسبة هذا الصوت
  انظر خليلي بباب جلَّق هل ... تؤنس دون البلقاء من أحد
  أجمال شعثا إن هبطن من ال ... محبس بين الكثبان فالسّند(١)
  يملن حورا(٢) حور المدامع في ... الرّيط وبيض الوجوه كالبرد
  من دون بصرى ودونها جبل ... الثلَّج عليه السّحاب كالقرد(٣)
  إنّي وأيدي المخيّسات وما ... يقطعن من كلّ سربخ جدد(٤)
  أهوى حديث النّدمان في ... فلق الصّبح وصوت المسامر الغرد
  تقول شعثا بعد ما هبطت ... بصور حسنى من احتدى بلدي(٥)
  لا أخدش الخدش بالحبيب ولا ... يخشى نديمي(٦) إذا انتشيت يدي
  الشعر لحسّان بن ثابت، والغناء لعزّة الميلاء، رمل بالبنصر، وفيه خفيف ثقيل ينسب إلى ابن محرز، وإلى عزّة الميلاء. وإلى الهذليّ في:
  تقول شعثاء بعد ما هبطت
  / وما بعده من الأبيات، ثقيل أول مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق، وفيها لعبد الرحيم ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو.
  نسب شعثاء التي شبب بها حسان بن ثابت
  وشعثاء هذه التي شبّب بها حسّان - فيما ذكر الواقديّ ومصعب الزبيريّ - امرأة من أسلم، تزوّجها حسّان، وولدت منه بنتا يقال لها أمّ فراس تزوّجها عبد الرحمن بن أم الحكم. وذكر أبو عمرو الشيبانيّ مثل ما ذكره في نسبها، ووصف أنه خطبها إلى قومها من أسلم فردّوه، فقال يهجوهم(٧):
  لقد أتى عن بني الجرباء قولهم ... ودونهم قفّ جمدان فموضوع(٨)
  قد علمت أسلم الأرذال أنّ لها ... جارا سيقتله في داره الجوع
(١) الديوان: «أجمال شعثاء قد هبطن». الكثبان، في «بيروت»: الطبثان.
(٢) الديوان: «يحملن حوّا»، وحوّا، يريد نساء حوّا، والحوة: سمرة الشفة، وشفة حواء: تضرب إلى السواد. وحور المدامع، يعني حور العيون.
(٣) القرد، بالتحريك: نفاية الصوف خاصة، ثم استعمل فيما سواه من الوبر والشعر والكتان. «اللسان» (قرد). وفي الديوان و «بيروت»:
«كالقدد».
(٤) الديوان: «إني ورب». والمخيات: الإبل المذللة. والسربخ: الأرض البعيدة. وقيل: هي المضلة التي لا يهتدى فيها لطريق.
(٥) في «بيروت»:
قعور حسنى من آخذ بيدي
ورواية الديوان:
ستقول شعثاء لو نفيق من ال ... كأس لألفيت مثرى العدد
(٦) الديوان: ... بالنديم ... ولا يخشى جليسي».
(٧) ديوانه ٢٦٧.
(٨) الديوان: «ودونهم دف جمدان»، وجمدان موضوع: مكانان، وفي س وبيروت: «حمدان».