كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب الربيع بن زياد

صفحة 120 - الجزء 17

  بنو جنّيّة ولدت سيوفا ... قواطع كلَّهم ذكر صنيع

  وجارتهم حصان لم تزنّى ... وطاغمة الشتاء فما تجوع

  شرى ودّي⁣(⁣١) ومكرمتي جميعا ... طوال زمانه مني الربيع

  / وقال سلمة بن الخرشب خالهم فيهم يخاطب قوما منهم أرادوا حربه:

  أتيتم إلينا ترجفون⁣(⁣٢) جماعة ... فأين أبو قيس وأين ربيع!

  وذاك ابن أخت زانه ثوب خاله ... وأعمامه الأعمام وهو نزيع⁣(⁣٣)

  رفيق بداء الحرب طبّ بصعبها⁣(⁣٤) ... إذا شتّ رأي القوم فهو جميع

  عطوف على المولى ثقيل على العدا ... أصمّ عن العوراء وهو سميع

  وقال رجل من طيئ، ويقال له الربيع بن عمارة:

  فإن تكن الحوادث أفظعتني⁣(⁣٥) ... فلم أمر هالكا كابني زياد

  هما رمحان خطَّيّان كانا ... من السّمر المثقّفة الجياد

  تهاب الأرض أن يطأ عليها ... بمثلهما تسالم أو تعادي

  أمه تقتل نفسها خوفا من العار

  وقال الأثرم: حدثني أبو عمرو الشيبانيّ، قال:

  أغار حمل بن بدر أخو حذيفة بن بدر الفزاريّ على بني عبس، فظفر / بفاطمة بنت الخرشب أمّ الربيع بن زياد وإخوته راكبة على جمل لها، فقادها بجملها، فقالت له: أي رجل⁣(⁣٦)، ضلّ حلمك! واللَّه لئن أخذتني فصارت هذه الأكمة بي وبك التي أمامنا وراءنا⁣(⁣٧) لا يكون بينك وبين بني زياد صلح أبدا؛ لأن الناس يقولون في هذه الحال ما شاؤه، وحسبك من شرّ سماعه. قال: فإني أذهب بك حتى ترعي عليّ إبلي. فلما أيقنت أنه ذاهب بها رمت بنفسها على رأسها من البعير، فماتت خوفا من أن يلحق بنيها عار فيها.

  لبيد يحاول الإيقاع بينه وبين النعمان

  وحدثني محمد بن العباس اليزيديّ، قال: حدثني عمّي عبد اللَّه بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن حبيب، عن ابن الأعرابيّ، قال:

  وفد أبو براء ملاعب الأسنّة - وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب - وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسيّ،


(١) أ: «سرى ودى». والمثبت من ج.

(٢) ترجفون: متهيئين للحرب. وفي أ: «تزحفون».

(٣) في ب، س، أ: «بزيغ» وهو: الظريف. وما أثبتاه عن ج ويقتضيه المقام.

(٤) أ: «بصقعها».

(٥) المختار: قطعتني.

(٦) أ، م: «أي حمل».

(٧) أ: «وصارت وراءنا».