خبر ليزيد بن معاوية
  معاوية إن كنا لنخدعه فيتخادع لنا، وما ابن أنثى بأكرم منه، وإن كنا لنعرفه يتفارق لنا، وما الليث المحرب بأجرأ منه؛ كان واللَّه كما قال بطحاء(١) العذريّ:
  /
  ركوب المنابر وثّابها ... معنّ بخطبته يجهر(٢)
  تريع إليه عيون الكلام ... إذا حصر الهذر المهمر(٣)
  كان واللَّه كما قالت رقيقة، أو قال: بنت رقيقة:
  ألا ابكيه ألا ابكيه ... ألا كلّ الفتى فيه
  واللَّه لودّي أنه بقي بقاء أبي قبيس، لا يتخوّن له عقل، ولا تنقص له قوة.
  قال: فعرفنا أنّ الرجل قد استوجس(٤).
  ابن عباس يرثي معاوية أيضا
  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدثنا ابن أبي سعد، قال: قال محمد بن إسحاق المسّيبيّ: حدثني جماعة من أصحابنا: أنّ ابن عباس(٥) أتاه نعي معاوية وولاية يزيد، وهو يعشّى أصحابه ويأكل معهم، وقد رفع إلى فيه لقمة، فألقاها وأطرق هنيهة ثم قال: جبل تدكدك، ثم مال بجميعه في البحر، واشتملت عليه الأبحر، للَّه درّ ابن هند! ما كان أجمل وجهه، وأكرم خلقه، وأعظم حلمه.
  فقطع عليه الكلام رجل من أصحابه، وقال: أتقول هذا فيه؟ فقال: ويحك! إنك لا تدري من مضى عنك، ومن بقي عليك، وستعلم. ثم قطع الكلام.
  صوت
  /
  إذا زينب زارها أهلها ... حشدت وأكرمت زوّارها
  وإن هي زارتهم زرتهم ... وإن لم أجد لي هوى دارها
  فسلمي لمن سالمت زينب ... وحربي لمن أشعلت نارها
  وما زلت أرعى لما عهدها ... ولم أتّبع ساعة عارها
  عروضه من المتقارب. الشعر لشريح القاضي في زوجته زينب بنت حدير التميمية، والغناء لعمرو بن بانة، ثاني ثقيل بالبنصر، عنه على مذهب إسحاق. وذكر إسحاق في كتاب «الأغاني» المنسوب إليه أنه لابن محرز.
(١) كذا في أ، م، ج، وفي ب، س: «بطحان» بالنون.
(٢) معن: متكلَّم يعرض في كل شيء.
(٣) تريع: ترجع، والفعل من بابي نصر وضرب. المهمر: الكثير الكلام المهذار.
(٤) ج، ما: «استوحش».
(٥) أ، م: «ابن عياش»، تصحيف.