كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مالك بن أسماء بن خارجة ونسبه

صفحة 150 - الجزء 17

  فأتى زفر بن الحارث الكلابيّ فقال: إني جئتك مستجيرا، قال: قد أجرتك، قال: أنا خالد بن عتّاب، قال:

  وإن كنت خالدا.

  فلما أصبح دعا ابنين له فتهادى بينهما وقد أسنّ، فدخل على عبد الملك وقد أذن للناس، فلما رآه دعا له بكرسيّ، فجعل⁣(⁣١) عند فراشه، فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين، إني قد أجرت عليك رجلا، فأجره، قال: قد أجرته إلَّا أن يكون خالدا، قال: فهو خالد، قال: لا، ولا كرامة، فقال زفر لابنيه: أنهضاني.

  فلما ولَّى قال: يا عبد الملك، أما⁣(⁣٢) واللَّه لو كنت تعلم أنّ يدي تطيق حمل القناة ورأس الجواد لأجرت من أجرت، فضحك، وقال: يا أبا الهذيل، قد أجرناه، فلا أرينّه. وأرسل إلى خالد بألفي درهم، فأخذها، ودفع إلى رسوله أربعة آلاف درهم.

  مالك وأخوه عيينة يعشقان جارية لأختهما هند

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال: أخبرنا محمد بن يزيد النحويّ، وأخبرنا إبراهيم بن محمد بن أيوب، قال: حدثنا عبد اللَّه بن مسلم، قالا:

  عشق مالك بن أسماء جارية لأخته هند، وعشقها أخوه عيينة بن أسماء بن خارجة، فاستعان بأخيها مالك، وهو لا يعلم ما يجد بها، يشكو إليه حبّها، فقال مالك⁣(⁣٣):

  /

  أعيين هلَّا إذ كلفت بها ... كنت استغثت بفارغ العقل

  أرسلت⁣(⁣٤) تبغي الغوث من قبلي ... والمستغاث إليه في شغل

  مالك يعشق جارية من بني أسد

  قال ابن قتيبة⁣(⁣٥) خاصة: وهوي مالك بن أسماء جارية من بني أسد، وكانت تنزل دارا من قصب، / وكانت دار مالك في بني أسد دارا سريّة مبنيّة بالجصّ والآجرّ فقال:

  يا ليت لي خصّا يجاورها ... بدلا بداري في بني أسد

  الخصّ فيه تقرّ أعيننا ... خير من الآجرّ والكمد

  ينشد عمر بن أبي ربيعة بعض شعره

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء، قال: حدثنا الزّبير بن بكار، قال: حدثني عمّي ويعقوب بن عيسى، وأخبرني عليّ بن صالح بن الهيثم، قال: حدثنا أبو هفّان عن إسحاق الموصلي، عن الزّبير:


(١) في المختار: «فوضع».

(٢) في الأصول: «أم واللَّه».

(٣) الشعر والشعراء ٧٥٨، وفي ج: «فكتب إليه مالك».

(٤) في المختار والشعر والشعراء: «أقبلت».

(٥) الشعر والشعراء ٧٥٨.