كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مالك بن أسماء بن خارجة ونسبه

صفحة 151 - الجزء 17

  أنّ عمر بن أبي ربيعة رأى مالك بن أسماء. قال أبو هفان في خبره: وهو يطوف بالبيت، وقد بهر الناس جماله وكماله، فأعجب عمر ما رأى منه، فسأل عنه فعرفه، فعانقه وسلَّم عليه وقال له: أنت أخي حقّا، فقال له مالك: ومن أنا ومن أنت؟ فقال: أما أنا فستعرفني، وأما أنت فالذي تقول:

  إنّ لي عند كلّ نفحة بستا ... ن من الورد أو من الياسمينا

  نظرا والتفاتة أترجّى ... أن تكوني حللت فيما يلينا

  غنّت فيه عليّة بنت المهدي خفيف رمل بالوسطى.

  وقال أبو هفّان في حديثه: قال له عمر: ما زلت أحبّك منذ سمعت هذا الشعر لك، فقال له مالك: أنت عمر بن أبي ربيعة، قال: نعم. / قال الزّبير في خبره خاصة: وحدثني⁣(⁣١) ابن أبي كناسة:

  أنّ عمر لما لقي مالكا استنشده، فأنشده مالك شيئا من شعره، فقال له عمر: ما أحسن شعرك لولا أسماء القرى التي تذكرها فيه، قال: مثل ماذا؟ قال: مثل قولك:

  إنّ في الرفقة التي شيّعتنا ... بجوير سما لزين الرّفاق

  ومثل قولك:

  أشهدتنا⁣(⁣٢) أم كنت غائبة ... عن ليلتي بحديثة القسب

  ومثل قولك:

  حبّذا ليلتي بتلّ بونّى ... حين نسقى شرابنا ونغنّي

  فقال له مالك: هي قرى البلد الذي أنا فيه، وهو مثل ما تذكره في شعرك من أرض بلادك، قال: مثل ماذا؟

  قال: مثل قولك⁣(⁣٣):

  حيّ المنازل قد دثرن خرابا ... بين الجوين وبين ركن كسابا⁣(⁣٤)

  ومثل قولك:

  ما على الرّسم بالبليّين لو بيّ ... ن رجع السلام أو لو أجابا

  فأمسك عنه عمر بن أبي ربيعة.

  / ومالك بن أسماء الذي يقول⁣(⁣٥):


(١) الخبر في البلدان (تل بوني) وفيه: «ابن كناسة».

(٢) في البلدان: «أشهدتني».

(٣) ديوانه ٤٢٢ ومعجم البلدان (كساب).

(٤) رواية الديوان:

حي المنازل قد تركن خرابا ... بين الجرير وبين ركن كسابا

وفي البلدان:

... قد عمرن خرابا ... بين الحرير وبين ركن كسابا

(٥) الشعراء ٧٥٦.