كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار زيد الخيل ونسبه

صفحة 159 - الجزء 17

  قال شعرا في خيله

  وفي الهطال يقول:

  أقرّب مربط الهطَّال إنّي ... أرى حربا ستلقح عن حيال

  وفي الورد يقول:

  أبت عادة للورد أن يكره القنا ... وحاجة نفسي في نمير وعامر

  / وفي دؤول يقول:

  فأقسم لا يفارقني دؤول ... أجول به إذا كثر الضّراب

  هذا ما حضرني من تسمية خيله في شعره، وقد ذكرها.

  له ثلاثة بنين شعراء

  وكان لزيد الخيل ثلاثة بنين كلَّهم يقول الشعر، وهم عروة، وحريث، ومهلهل. ومن الناس من ينكر أن يكون له من الولد إلَّا عروة وحريث.

  وهذا الشعر الذي فيه الغناء يقوله في فرس من خيله ظلع في بعض غزواته بني أسد، فلم يتبع الخيل ووقف، فأخذته بنو الصيداء، فصلح عندهم واستقلّ.

  وقيل: بل أغزى عليه بعض بني نبهان، فنكَّس عنه وأخذ. وقيل: / إنه خلَّفه في بعض أحياء العرب ظالعا ليستقلّ، فأغارت عليهم بنو أسد، فأخذوا الفرس فيما استاقوه لهم، فقال في ذلك زيد الخيل:

  يا بني الصّيداء ردّوا فرسي ... إنما يفعل هذا بالذّليل

  لا تذيلوه فإني لم أكن ... يا بني الصّيدا لمهري بالمذيل⁣(⁣١)

  عوّدوه كالذي عوّدته ... دلج اللَّيل وإيطاء القتيل

  أحمل الزقّ على منسجه⁣(⁣٢) ... فيظلّ الضيف نشوانا يميل

  قال أبو عمرو الشيبانيّ: وكان زيد الخيل ملحّا على بني أسد بغاراته، ثم على بني الصيداء منهم، ففيهم يقول⁣(⁣٣):

  ضجّت بنو الصّيداء من حربنا ... والحرب من يحلل بها يضجر

  بتنا نرجّي نحوهم ضمّرا ... معروفة الأنساب من منسر

  حتى صبحناهم بها غدوة ... نقتلهم قسرا على ضمّر

  يدعون بالويل وقد مسّهم ... منا غداة الشّعب ذي الهيشر

  ضرب يزيل الهام ذو مصدق ... يعلو على البيضة والمغفر


(١) أذان فرسه: لم يحسن القيام عليه فضعف وهزل.

(٢) المنسج من الفرس: أسفل حاركه.

(٣) الإصابة ٣: ٥٩٨، نقله عن الأغاني.