أخبار زيد الخيل ونسبه
  أخذنا بالمخطَّم من أتاهم ... من السّود المزنّمة الرّغاب(١)
  وقتّلنا سراتهم جهارا ... وجئنا بالسّبايا والنّهاب
  / سبايا طيّئ أبرزن قسرا ... وأبدلن القصور من الشّعاب
  سبايا طيّئ من كلّ حيّ ... نما(٢) في الفرع منها والنّصاب
  / وما كانت بناتهم سبيّا ... ولا رغبا يعدّ من الرّغاب
  ولا كانت دماؤهم وفاء ... لنا فيما يعدّ من العقاب
  عروة بن زيد الخيل
  أخبرني الحسن بن يحيى، قال: حدثنا حماد بن إسحاق، عن أبيه، قال: كان لزيد الخيل ابن يقال له عروة، وكان فارسا شاعرا، فشهد القادسيّة، فحسن فيها بلاؤه، وقال في ذلك يذكر حسن بلائه:
  برزت لأهل(٣) القادسيّة معلما ... وما كلّ من يغشى الكريهة يعلم
  ويوم(٤) بأكناف النّخيلة قبلها ... شهدت فلم أبرح أدمّي وأكلم
  وأقعصت(٥) منهم فارسا بعد فارس ... وما كلّ من يلقى الفوارس يسلم
  ونجّاني اللَّه الأجلّ وجيرتي ... وسيف لأطراف المرازب مخذم(٩)
  وأيقنت يوم الدّيلميّين أنني ... متى ينصرف وجهي عن القوم يهزموا
  فما رمت حتى مزّقوا برماحهم ... ثيابي وحتى بلّ أخمصي الدّم
  محافظة إني امرؤ ذو حفيظة ... إذا لم أجد مستأخرا أتقدّم
  قال: وشهد مع عليّ بن أبي طالب ¥ صفّين، وعاش إلى إمارة معاوية، فأراده على البراءة من عليّ #، فامتنع عليه، وقال:
  /
  يحاولني معاوية بن حرب ... وليس إلى الذي يهوى سبيل
  على جحدي أبا حسن عليّا ... وحظَّي من أبي حسن جليل
  قال: وله أشعار كثيرة.
  بعثه النبي ﷺ إلى الجرار فقتله لما أبى الإسلام
  قال أبو عمرو: كان لتغلب رئيس يقال له الجرّار، وأدرك النبي ﷺ، وأبى الإسلام، وامتنع منه، فيقال: إنّ رسول اللَّه ﷺ بعث إليه زيد الخيل، وأمره بقتاله، فمضى زيد فقاتله فقتله لمّا أبى الإسلام، وقال في ذلك:
(١) المزنم من الإبل: المقطوع طرف الأذن. قال أبو عبيدة: وإنما يفعل ذلك بالكرام منها، «اللسان». والرغاب: الواسعة الدر الكثيرة النفع، جمع الرغيب. وفي س: «الرعاب» بالعين، والرعاب: السمان.
(٢) كذا في ج وب، س: «بمن».
(٣) المختار: «لآل»، وهما سواء.
(٤) ج، والمختار: «ويوما ...».
(٥) أقعص الفارس: قتله مكانه وأجهز عليه.
(٦) المرازب: جمع مرزبان، وهو الرئيس من الفرس. مخذم: قاطع.