أخبار زيد الخيل ونسبه
  ولعمّي فضل الرياسة والسنّ ... وجدّ(١) على هوازن عالي
  / غير أني أولي هوازن في الحر ... ب بضرب المتوّج المختال
  وبطعن الكميّ في حمس النّق ... ع على متن هيكل جوّال
  أغار على بني مرة
  قال أبو عمرو الشيبانيّ:
  لما بلغ زيد الخيل ما كان من الحارث بن ظالم وعمرو بن الإطنابة الخزرجيّ وهجائه إياه، غضب زيد لذلك، فأغار على بني مرّة بن غطفان، فأسر الحارث بن ظالم وامرأته في غارته، ثم منّ عليهما، وقال يذكر ذلك:
  ألا هل أتى غوثا ورومان أننا ... صبحنا بني ذبيان إحدى العظائم
  وسقنا نساء الحيّ مرّة بالقنا ... وبالخيل تردي قد حوينا ابن ظالم(٢)
  جنيبا لأعضاد النواجي يقدنه ... على تعب بين النّواجي الرواسم(٣)
  يقول: اقبلوا منّي الفداء وأنعموا ... عليّ وجزّوني مكان القوادم
  وقد مسّ حدّ الرمح قوّارة استه ... فصارت كشدق الأعلم المتضاجم(٤)
  وسائل بنا جار ابن عوف فقد رأى ... حليلته جالت عليها مقاسمي(٥)
  تلاعب وحدان العضاريط بعد ما ... جلاها بسهميه لقيط بن حازم(٦)
  أغرّك أن قيل ابن عوف ولا أرى ... عزيمك إلَّا واهيا في العزائم
  غداة سبينا من خفاجة سبيها ... ومرّت لهم منّا نحوس الأشائم
  فمن مبلغ عني الخزارج غارة ... على حيّ عوف موجفا غير نائم
  غارته على بني فزارة وبني عبد اللَّه بن غطفان
  وقال أبو عمرو: أغار زيد على بني فزارة وبني عبد اللَّه بن غطفان ورئيسهم يومئذ أبو ضبّ، ومع زيد الخيل من بني نبهان بطنان يقال لهما: بنو نصر وبنو مالك، فأصاب وغنم، وساقوا / الغنيمة، وانتهى إلى العلم، فاقتسموا النّهاب، فقال لهم زيد: أعطوني حقّ الرياسة، فأعطاه بنو نصر، وأبى بنو مالك، فغضب زيد، وانحدر إلى بني نصر، فبينما بنو مالك يقتسمون إذ غشيتهم فزارة وغطفان، وهم حلفاء، فاستنقذوا ما بأيديهم. فلما رأى زيد ذلك شدّ على القوم فقتل رئيسهم أبا ضبّ، وأخذ ما في أيديهم، فدفعه إلى بني مالك، وكانوا نادوه يومئذ: يا زيداه أغثنا! فكرّ على القوم حتى استنقذ ما في أيديهم، وردّه، وقال يذكر ذلك:
(١) في المختار: «وجدي».
(٢) ردى الفرس - كرمى - رديا ورديانا: رجمت الأرض بحوافرها، أو هو بين العدو والمشي.
(٣) أعضاد: جمع عضد: ما حول الشيء. النواجي: جمع ناجية: الناقة السريعة.
(٤) أ: «كمثل الأعلم» والمتضاجم: المعوج الفم.
(٥) أ: «جالت عليه».
(٦) أ، ج: «أحدان العضاريط»، وأحدان ووحدان سواء. والعضاريط: الخدم والأتباع، واحده عضروط.