أخبار زيد الخيل ونسبه
  فما نلتنا غدرا ولكن صبحتنا ... غداة التقينا في المضيق بأخيل(١)
  تفادى حماة القوم من وقع رمحه ... تفادي ضعاف الطَّير من وقع أجدل
  وقال فيه الحطيئة أيضا(٢):
  وقعت بعبس ثم أنعمت فيهم ... ومن آل بدر قد أصبت الأخايرا(٣)
  فإن يشكروا فالشكر أدنى إلى التّقى ... وإن يكفروا لا ألف يا زيد كافرا(٤)
  تركت المياه من تميم بلاقعا ... بما قد ترى منهم حلولا كراكرا(٥)
  / وحيّ سليم قد أثرت شريدهم(٦) ... وبالأمس ما قتّلت يا زيد عامرا(٧)
  فرضي عنه زيد ومنّ عليه لما قال هذا فيه، وعدّ ذلك ثوابا من الحطيئة وقبله.
  امتناع الحطيئة عن هجائه
  فلما رجع الحطيئة إلى قومه قام فيهم حامدا لزيد، شاكرا لنعمته، حتى أسرت طيئ بني بدر، فطلبت فزارة وأفناء قيس إلى شعراء العرب أن يهجوا بني لأم وزيدا، فتحامتهم شعراء العرب، وامتنعت من هجائهم، فصاروا إلى الحطيئة فأبى عليهم، وقال: اطلبوا غيري فقد حقن دمي، وأطلقني بغير فداء؛ فلست بكافر نعمته أبدا، قالوا: فإنا نعطيك مائة ناقة، قال: واللَّه لو جعلتموها ألفا ما فعلت ذلك. وقال الحطيئة:
  كيف الهجاء وما تنفكّ صالحة ... من آل لأم(٨) بظهر الغيب تأتينا
  المنعمين أقام العزّ وسطهم ... بيض الوجوه وفي الهيجا مطاعينا
  / وقد أخبرنا أبو خليفة، عن محمد بن سلام، قال:
  خرج بجير بن زهير والحطيئة ورجل من فزارة يتقنّصون الوحش، فلقيهم زيد الخيل فأسرهم، فافتدى بجير نفسه بفرس كان لكعب أخيه، وكعب يومئذ مجاور في بني ملقط من طيئ، وشكا إليه الحطيئة الفاقة فأطلقه:
  غزا فزارة مع بني نبهان
  وقال أبو عمرو: غزت بنو نبهان فزارة وهم متساندون ومعهم زيد الخيل، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزمت فزارة، وساقت بنو نبهان الغنائم / من النساء والصبيان. ثم إن فزارة حشدت واستعانت(٩) بأحياء من قيس، وفيهم رجل من سليم شديد البأس سيّد يقال له: عباس بن أنس الرعليّ، كانت بنو سليم قد أرادوا(١٠) عقد التاج على رأسه
(١) هامش أ: «الأخيل: الشقراق يتشاءم به». وفي شرح الديوان: «بأخيل: جمع خيل».
(٢) ديوانه ٨٧.
(٣) ج والمختار: «عنهم»، وفي الديوان: «قد أصبت الأكابرا».
(٤) في المختار: «لم ألف».
(٥) الكراكر: الجماعات، واحدها كركرة.
(٦) المختار: «أبرت شريدهم» وفي ج: «وحتى سليم».
(٧) ب، س: «ولا تنس».
(٨) في أ: «الذي كريم» وفي هامشه وج: «من آل زيد». وفي المختار: «لآل لأم بظهر الغيب».
(٩) أ: «واستغاثت».
(١٠) أ: «قد أرادت».