أخبار نبيه ونسبه
  لا أبتغي إلَّا امرأ ذا ثروة ... كيما يسدّ مفاقري وخلالي(١)
  فلأحرصنّ على اكتساب محبّب ... ولأكسبن في عفّة وجمال
  أخبرني الطوسيّ والحرميّ، قالا: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني عمّي مصعب، قال:
  نزل نبيه بن الحجّاج قديدا(٢) يريد الشام، فغيّب بعض بني بكر ناقته، يريد أخذ الجعالة عليها منه، فقال نبيه في ذلك:
  وردت قديدا فالتوى بذراعها ... ذؤبان بكر كلّ أطلس أفحج(٣)
  / رجل صديق ما بدت لك عينه ... فإذا تغيّب فاحتفظ من دعلج
  قال الزبير: الدّعلج: الكلب والذّئب، وكلّ مختلس من السباع فهو دعلج، ويقال لاختلاسه: الدّعلجة، وأنشد(٤):
  باتت كلاب الحيّ تسري بيننا ... يأكلن دعلجة ويشبع من ثوى
  يعني بالدعلجة السرقة.
  قال الزّبير: ولا عقب للحجّاج أبي نبيه ومنبّه إلَّا من ولد نبيه؛ فإنّ العقب من ولد أبي سلمة إبراهيم بن عبد اللَّه بن عفيف بن نبيه، وفي ريطة بنت منبّه؛ فإن عمرو بن العاص تزوّجها فولدت له عبد اللَّه بن عمرو(٥).
  انتزع امرأة من أبيها فلجأ إلى حلف الفضول فخلصوها منها
  وهذا الشعر الذي فيه الغناء يقوله في امرأة كان غلب أباها عليها، فاستغاث أبوها بالحلفاء من قريش، والحلف المعروف بحلف الفضول؛ فانتزعوها من نبيه وردّوها على أبيها.
  أخبرني الطوسيّ، قال: حدثني الزّبير بن بكار، قال: حدثني غير واحد من قريش، منهم عبد العزيز بن عمر العنبسيّ عن مغنّ(٦)، واسمه عيينة بن عبد اللَّه بن عنبسة:
  / أنّ رجلا من خثعم قدم مكَّة تاجرا، ومعه ابنة له يقال لها القتول، أوضأ نساء العالمين وجها، فعلقها نبيه بن الحجّاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم، فلم يبرح حتى نقلها إليه، وغلب أباها عليها، فقيل لأبيها:
  عليك بحلف الفضول؛ فأتاهم فشكا ذلك إليهم، فأتوا نبيه بن الحجّاج، فقالوا: أخرج ابنة هذا الرجل، وهو يومئذ متبدّ(٧) بناحية مكة وهي معه، فقال: لا أفعل، قالوا: فإنّا من قد عرفت، فقال: يا قوم متّعوني بها الليلة، فقالوا:
(١) المفاقر: وجوه الفقر لا واحد لها. والخلال: الحاجات.
(٢) قديد: موضع قرب مكة.
(٣) ذؤبان بكر: يريد لصوصها - أطلس: وسخ الثياب مغبرها - أفحج: متداني صدور قدميه متباعد عقباه.
(٤) «اللسان» (دعلج)، وفيه:
باتت كلاب الحي تسري بيننا ... يأكلن دعلجة ويشبع من عفا
قال: والدعلجة: الأخذ الكثير. وقيل: الأكل بنهم.
(٥) ورد في النسخ بعد هذا الكلام ما نصه: «نسب نبيه بن الحجاج وأخباره في هذا الشعر وغيره» وقد سبق هذا العنوان في ص ٢٨٠.
(٦) ب، س: «مغني»، أ، م: «مفتي»، وموضعها بياض في ج.
(٧) كذا في أ، وفي ب، س، م: منتد. وفي ج: «مبتد»، تصحيف.