كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أبي عطاء السندي

صفحة 209 - الجزء 17

  فأعطاه أربعة آلاف درهم، فأدّاها في مكاتبته وعتق⁣(⁣١).

  وشعره في سليمان بن سليم

  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدثني حماد بن إسحاق، عن أبيه، قال: كان أبو عطاء السنديّ يجمع بين لثغة ولكنة، وكان لا يكاد يفهم كلامه، فأتى سليمان بن سليم فأنشده:

  أعوزتني الرّواة يا بن سليم ... وأبى أن يقيم شعري لساني

  وغلى بالذي أجمجم صدري ... وجفاني بعجمتي سلطاني⁣(⁣٢)

  وازدرتني العيون إذ كان لوني ... حالكا مجتوى⁣(⁣٣) من الألوان

  فضربت الأمور ظهرا لبطن ... كيف أحتال حيلة للساني!⁣(⁣٤)

  وتمنيت أنني كنت بالشّعر فصيحا وبان بعض بناني

  ثم أصبحت قد أنخت ركابي ... عند رحب الفناء والأعطان

  فاكفني ما يضيق عنه رواتي ... بفصيح من صالح الغلمان

  يفهم الناس ما أقول من الشعر فإنّ البيان قد أعياني

  فاعتمدني بالشكر يا بن سليم ... في بلادي وسائر البلدان

  / ستوافيهم قصائد غرّ ... فيك سبّاقة لكل⁣(⁣٥) لسان

  فقديما جعلت شكري جزاء ... كلّ ذي نعمة بما أولاني

  لم تزل تشتري المحامد⁣(⁣٦) قدما ... بالرّبيح الغالي من الأثمان

  فأمر له بوصيف بربريّ فصيح، فسمّاه عطاء، وتكنّى به، وروّاه شعره؛ فكان إذا أراد إنشاد مديح لمن يجتديه، أو مذاكرة لشعره أنشده.

  هجاؤه مولاه عنبر بن سماك الأسدي

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: حدثنا ثعلب، عن أبي العالية الحرّ بن مالك الشاميّ، قال:

  لما أثرى أبو عطاء أعنته مولاه عنبر⁣(⁣٧) بن سماك الأسديّ، حتى ابتاع نفسه منه، فقال يهجوه:

  إذا ما كنت متخذا خليلا ... فلا تثقن بكلّ أخي إخاء

  وإن خيّرت بينهم فألصق ... بأهل العقل منهم والحياء


(١) ج: «وأعتق».

(٢) في المختار: «لعجمتي».

(٣) مجتوى: مبغضا مكروها.

(٤) في المختار: «لبياني».

(٥) في المختار: «بكل».

(٦) في المختار: «المدائح».

(٧) انظر ما سبق في نسبه.