ذكر خالد ورملة وأخبارهما
  وما نحن يوم استعبرت أمّ خالد ... بمرضى ذوي داء ولا بصحاح
  ولها يقول، وقد قدم من المدينة، وقد تزوّج أمّ مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب فحملت إليه بالشّام، فأعجب بها، وجفا أمّ خالد، ودخل عليها وهي تبكي، فقال(١):
  ما لك أمّ خالد تبكين ... من قدر حلّ بكم تضجّين!
  باعت على بيعك أمّ مسكين ... ميمونة من نسوة ميامين
  حلَّت محلَّك الَّذي تحلَّين ... زارتك من يثرب في جوارين ... في منزل كنت به تكونين
  رملة تزوجت عثمان بن عبد اللَّه قبل زواجها من خالد
  أخبرني الطوسيّ وحرميّ، قالا: حدثنا الزبير بن بكار، عن عمه: أنّ رملة بنت الزبير كانت أخت مصعب بن الزبير لأمه(٢)، كانت أمّهما أمّ الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم بن عتّاب(٣) / بن ذهل من كلب، وإنما كانت قبل خالد بن يزيد عند عثمان بن عبد اللَّه بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى، فولدت له عبد اللَّه بن عثمان، / وهو زوج سكينة بنت الحسين بن عليّ @.
  الحجاج يعاتب خالدا لخطبته رملة فيرد عليه ردا عنيفا
  قال الزبير: فحدثني رجل، عن عمر بن عبد العزيز، وأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال:
  لما قتل ابن الزبير حجّ خالد بن يزيد بن معاوية، فخطب رملة بنت الزبير بن العوامّ، فأرسل إليه الحجاج حاجبه عبيد اللَّه بن موهب، وقال له: ما كنت أراك تخطب إلى آل الزبير حتى تشاورني، وكيف خطبت إلى قوم ليسوا لك بأكفاء! وكذلك قال جدّك معاوية، وهم الذين قارعوا أباك على الخلافة، ورموه بكل قبيحة، وشهدوا عليه وعلى جدّك بالضّلالة.
  فنظر إليه خالد طويلا، ثم قال له: لولا أنّك رسول، والرسول لا يعاقب لقطَّعتك إربا إربا، ثم طرحتك على باب صاحبك، قل له: ما كنت أرى أن الأمور بلغت بك إلى أن أشاورك في خطبة النساء!.
  وأما قولك لي: قارعوا أباك وشهدوا عليه بكلّ قبيح، فإنها قريش يقارع بعضها بعضا، فإذا أقرّ اللَّه ø الحقّ قراره، كان تقاطعهم وتراحمهم على قدر أحلامهم وفضلهم.
  وأما قولك: إنهم ليسوا بأكفاء فقاتلك اللَّه يا حجّاج، ما أقلّ علمك بأنساب قريش! أيكون العوام كفؤا لعبد المطلب بن هاشم بتزوّجه صفيّة، وبتزوج رسول اللَّه ﷺ خديجة بنت خويلد، ولا تراهم أهلا لأبي سفيان! فرجع الحاجب إليه فأعلمه.
(١) نسب قريش ١٥٥.
(٢) المختار: «لأبيه»، وفي أنساب الأشراف للبلاذري: «أخت مصعب لأبيه وأمه وأمهما الرباب».
(٣) في المختار: «بن جناب».