كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر خالد ورملة وأخبارهما

صفحة 220 - الجزء 17

  شعره في رملة

  قال: وقال عمر بن شبّة في خبره، قال خالد بن يزيد بن معاوية فيها⁣(⁣١):

  أليس يزيد السير في كل ليلة ... وفي كلّ يوم من أحبّتنا قربا

  أحنّ إلى بنت الزبير وقد علت ... بنا العيس خرقا من تهامة أو نقبا⁣(⁣٢)

  إذا نزلت أرضا تحبّب أهلها ... إلينا وإن كانت منازلها حربا

  وإن نزلت ماء وإن كان قبلها ... مليحا⁣(⁣٣) وجدنا ماءه باردا عذبا

  تجول خلاخيل النساء ولا أرى ... لرملة خلخالا يجول ولا قلبا

  أقلَّوا عليّ اللوم فيها فإنني ... تخيّرتها منهم زبيرية قلبا⁣(⁣٤)

  أحبّ بني العوّام طرّا لحبّها ... ومن حبها أحببت أخوالها كلبا

  قال أبو زيد: وزادوا في الأبيات:

  فإن تسلمي نسلم وإن تتنصّري ... تخطَّ رجال بين أعينهم صلبا

  فقال له عبد الملك: تنصرت يا خالد، قال: وما ذاك؟ فأنشده هذا البيت، فقال له خالد: على من قاله ومن نحلنيه لعنة اللَّه.

  يشير غضب الحجاج فيعنّفه ويتطاول عليه

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدثني عمر بن شبّة، قال: حدثني موسى بن سعيد بن سلم⁣(⁣٥)، قال:

  قدم الحجاج على عبد الملك، فخرّ بخالد بن يزيد بن معاوية، ومعه بعض أهل الشام، فقال الشاميّ لخالد:

  من هذا؟ فقال خالد كالمستهزئ: هذا عمرو بن العاصي، فعدل إليه الحجاج، فقال: إني واللَّه ما أنا بعمرو بن العاصي ولا ولدت عمرا ولا ولدني؛ ولكني ابن الغطاريف من ثقيف والعقائل / من قريش، ولقد ضربت بسيفي هذا أكثر من مائة ألف، كلَّهم يشهد أنك وأباك من أهل النار، ثم لم أجد لذلك عندك أجرا ولا شكرا، وانصرف عنه، وهو يقول: عمرو بن العاصي، عمرو بن العاصي!.

  محمد بن عمرو بن سعيد بن العاص يتنقصه

  أخبرني محمد بن / العباس اليزيديّ، قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخراز⁣(⁣٦)، قال: حدثنا المدائنيّ، قال:

  حدثنا عبد اللَّه بن مسلم القرشيّ، عن مطر مولى يزيد بن عبد الملك:


(١) معجم الأدباء ١١: ٤٤.

(٢) الخرق: الفلاة الواسعة. والنقب: الطريق في الجبل.

(٣) المليح: الملح ضد العذب.

(٤) زبيرية قلبا، يريد خالصة النسب.

(٥) كذا في أ، ب، وفي ج: «سالم».

(٦) ف: «الخزار».