كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حاتم ونسبه

صفحة 251 - الجزء 17

  واللَّه يعلم لو أتى بسلافهم ... طرف الجريض لظلّ يوم مشكس⁣(⁣١)

  كالنار والشّمس التي قالت لها ... بيد اللَّويمس⁣(⁣٢) عالما ما يلمس

  لا تطعمنّ الماء إن أوردتهم ... لتمام ظمئكم ففوزوا واحلسوا⁣(⁣٣)

  أو ذو الحصين وفارس ذو مرّة ... بكتيبة من يدركوه يفرس⁣(⁣٤)

  وموطَّأ الأكناف غير ملعّن ... في الحيّ مشّاء إليه المجلس

  شعره في مدح بني بدر

  قال: وجاور⁣(⁣٥) في بني بدر زمن⁣(⁣٦) احتربت جديلة وثعل، وكان ذلك زمن الفساد، فقال يمدح بني بدر⁣(⁣٧):

  إن كنت كارهة معيشتنا⁣(⁣٨) ... هاتي فحلَّي في بني بدر

  جاورتهم زمن الفساد فنعم الحيّ في العوصاء⁣(⁣٩) واليسر

  فسقيت بالماء النّمير ولم ... ينظر إليّ بأعين جزر

  / الضاربين لدى أعنّتهم⁣(⁣١٠) ... والطاعنين وخيلهم تجري

  الخالطين⁣(⁣١١) نحيتهم بنضارهم⁣(⁣١٢) ... وذوي الغنى منهم بذي الفقر

  يقيم مكان أسير في قيده ويطلقه

  وزعموا أنّ حاتما خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة، فلما كان بأرض عنزة ناداه أسير لهم: يا أبا سفّانة؛ أكلني الإسار والقمل، قال: ويلك! واللَّه ما أنا في بلاد قومي، وما معي شيء، وقد أسأت بي إذ نوّهت باسمي، ومالك مترك. فساوم به العنزيّين فاشتراه منهم، فقال: خلَّوا عنه وأنا أقيم مكانه في قيده حتى أؤدّي فداءه، ففعلوا، فأتي بفدائه.

  ماوية تتحدث عن كرمه

  وحدّث الهيثم بن عديّ، عمن حدّثه، عن ملحان ابن أخي ماوية امرأة حاتم، قال: قلت لماوية: يا عمّة، حدثيني ببعض عجائب حاتم، فقالت: كلّ أمره عجب، فعن أيّه تسأل؟ قال: قلت: حدّثيني ما شئت، قالت:


(١) المشكس: السيء الخلق، السلاف: المتقدمون. الجريض: غصص الموت.

(٢) ف: «كالشمس والنار». ولو يمس: تصغير لامس.

(٣) المثبت من ف، أوفي ب، ج: احبسوا. وحلس بالمكان: أقام.

(٤) ديوانه «يغرس»، بالغين.

(٥) ديوانه ٢٠. وفيه: «وجاور حاتم بني بدر».

(٦) ف: «لما»، وفي أ، ب، ج: «وجاور في بني بدر من احترب من جديلة».

(٧) ديوانه ٢٠.

(٨) الديوان: «العيشتنا ...».

(٩) العوصاء: الشدة والعسر.

(١٠) كذا في ف والديوان، وفي أ، ب، ج: «لديّ أعينهم».

(١١) ف والديوان: «والخالطين»، وفي «اللسان»: قال ابن بري: صوابه «والخالطون»، بالواو.

(١٢) أ: «نجيبهم»، والمثبت من ف والديوان و «اللسان» (تحت). قال: والنحيت: الدخيل في القوم، قالت الخرنق أخت طرفة ... وذكر البيت والذي بعده، ثم قال: «والنضار»: الخالص النسب.