كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر ذي الرمة وخبره

صفحة 262 - الجزء 18

  أبا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النّقا آأنت أم أمّ سالم!

  وقال مسعود⁣(⁣١):

  فلو تحسن التشبيه والنعت لم تقل ... لشاة النّقا آأنت أم أمّ سالم

  جعلت لها قرنين فوق قصاصها⁣(⁣٢) ... وظلفين مسودّين تحت القوائم

  وقال⁣(⁣٣) ذو الرمة⁣(⁣٤):

  هي الشّبه لولا مذرواها وأذنها ... سواء ولولا مشقة في القوائم⁣(⁣٥)

  وكان طفيليا

  وكان ذو الرمّة كثيرا ما يأتي الحضر فيقيم بالكوفة والبصرة، وكان طفيليّا.

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز، قال: حدثني الحسن بن عليّ، قال: حدثني ابن⁣(⁣٦) سعيد الكنديّ، قال:

  سمعت ابن عيّاش يقول:

  حدثني من رأى ذا الرمّة طفيليّا يأتي العرسات⁣(⁣٧).

  بعض صفاته

  نسخت من كتاب محمد بن داود بن الجرّاح: حدثني هارون بن الزيات، قال: أخبرني محمد بن صالح العدويّ، قال: قال زرعة بن أذبول:

  كان ذو الرمّة مدوّر الوجه، حسن الشّعرة جعدها، أقنى، أنزع، خفيف العارضين، أكحل، حسن الضحك⁣(⁣٨)، مفوّها، إذا كلمك كلَّمك أبلغ الناس، يضع لسانه حيث يشاء.

  قال حمّاد بن إسحاق: حدثني إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حصفة، عن عمته عافية وغيرها من أهله:

  أنهم رأوا ذا الرمّة باليمامة عند المهاجر بن عبد اللَّه شيخا أجنأ⁣(⁣٩) سناطا⁣(⁣١٠) متساقطا.

  وقال هارون⁣(⁣١١) بن الزيات: حدثني عليّ بن أحمد الباهليّ، قال: حدثني ربيح النميريّ، قال:

  اجتمع الناس مرة وتحلَّقوا على ذي الرمة، وهو ينشدهم، فجاءت أمه فاطَّلعت من بينهم فإذا رجل قاعد وهو


(١) ف: «فقال له مسعود».

(٢) قصاص الشعر: حيث تنتهي نبتته من مقدمه أو مؤخره. («القاموس»).

(٣) ف «فقال».

(٤) «ديوانه» ٦٢٢.

(٥) «الديوان»: «إلا مدرييها وأذنها ... وإلا مشقة، وفي أ: ... إلا مذرييها»، والمذروان من الرأس: ناحيتاه. والمدري: القرن.

والمشقة: الرقة أو فرجة في قوائمها.

(٦) ف: «حدثني علي بن سعيد».

(٧) العرسات: جمع عرس، بالضم وبضمتين: طعام الوليمة.

(٨) ج: «حسن المضحك».

(٩) الأجنأ: من يشرف كاهله على صدره.

(١٠) السناط، بالكسر والضم: الخفيف العارض، أو الذي لا لحية له أصلا.

(١١) ج: «هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات».