كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر مقتل الزبير وخبره

صفحة 298 - الجزء 18

  بالعتق في معصية الرّحمن

  وقال بعض شعرائهم:

  يعتق مكحولا لصون دينه ... كفّارة للَّه عن يمينه

  والنّكث قد لاح على جبينه

  مقتل الزبير

  حدثني ابن عمّار⁣(⁣١) والجوهريّ قال: حدثنا ابن شبّة⁣(⁣٢)، عن عليّ بن محمد النوفليّ، عن الهذليّ، عن قتادة، قال:

  وقف الزبير على مسجد بني مجاشع فسأل عن عياض بن حمّاد، فقال له النعمان بن زمام: هو بوادي السّباع فمضى يريده.

  حدثني ابن عمّار والجوهريّ، عن عمر، قال: حدّثني المدائنيّ، عن أبي مخنف، عمّن حدّثه عن الشعبيّ، قال:

  خرج النعمان مع الزبير حتى بلغ النّجيب⁣(⁣٣)، ثم رجع.

  / قال: وحدثنا عن مسلمة بن محارب، عن عوف، وعن أبي / اليقظان، قالا:

  مرّ الزّبير ببني حمّاد فدعوه إلى أنفسهم فقال: اكفوني خيركم وشرّكم، فو اللَّه ما كفوه خيرهم وشرّهم. ومضى ابن فرتنى إلى الأحنف وهو بعرق سويقه، فقال: هذا الزّبير قد مرّ، فقال الأحنف: ما أصنع به! جمع بين غارين من المسلمين، فقتل بعضهم بعضا، ثم مرّ يريد أن يلحق بأهله. فقام عمرو بن جرموز وفضالة بن حابس ونفيع بن كعب أحد بني عوف⁣(⁣٤) - ويقال نفيع بن عمير - فلحقوه بالعرق، فقتل قبل أن ينتهي إلى عياض، قتله عمرو بن جرموز.

  حدثني أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجليّ الكوفيّ، وجعفر بن محمد بن الحسن العلويّ الحسنيّ⁣(⁣٥)، والعباس بن عليّ بن العبّاس وأبو عبيد الصّيرفيّ، قالوا: حدثنا محمد بن عليّ بن خلف العطَّار، قال: حدّثنا عمرو بن عبد الغفار، عن سفيان الثوريّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين #، قال:

  حدثني ابن عباس قال:

  قال لي عليّ ~: ائت الزبير فقل له: يقول لك عليّ بن أبي طالب نشدتك اللَّه، ألست قد بايعتني طائعا غير مكره. فما الذي أحدثت فاستحللت به قتالي؟.

  وقال أحمد بن يحيى في حديثه: قل لهما: إن أخاكما يقرأ عليكما السلام ويقول: هل نقمتما عليّ جورا في


(١) ف: «أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار».

(٢) ف: «عمر بن شبة».

(٣) هب: «النحيت».

(٤) في «الطبقات» ٣ - ٧٨: «عمير بن جرموز التميمي، وفضالة بن حابس التميمي، ونفيع أو نفيل بن حابس التميمي».

(٥) في ف: «الحيني».