ذكر مقتل الزبير وخبره
  عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملَّي على الإمام النّجيب
  فجعتنا المنون بالفارس المع ... لم يوم الهياج والتّلبيب
  عصمة اللَّه والمعين على الدّه ... ر غياث المنتاب والمحروب
  قل لأهل الضّرّاء والبؤس موتوا ... قد سقته المنون كأس شعوب
  وقالت ترثيه أيضا:
  صوت
  منع الرّقاد فعاد، عيني عيد(١) ... ممّا تضمّن قلبي المعمود
  يا ليلة حبست عليّ نجومها ... فسهرتها والشامتون هجود(٢)
  قد كان يسهرني حذارك مرّة ... فاليوم حقّ لعيني التّسهيد
  أبكي أمير المؤمنين ودونه ... للزّائرين صفائح وصعيد
  غنى فيه طويس خفيف رمل عن حمّاد والهشاميّ.
  الزبير بن العوام وعاتكة
  فلما انقضت عدّتها خطبها الزّبير بن العوّام فتزوّجها، فلما ملكها قال: يا عاتكة، لا تخرجي إلى المسجد، وكانت امرأة عجزاء بادنة ... فقالت: يا بن العوّام، أتريد أن أدع لغيرتك مصلَّى صلَّيت مع رسول اللَّه ﷺ / وأبي بكر وعمر فيه؟ قال: فإني لا أمنعك، فلما سمع النداء لصلاة الصبح توضّأ وخرج، فقام لها في سقيفة بني ساعدة، فلما مرّت به ضرب بيده على عجيزتها، فقالت: مالك قطع اللَّه يدك! ورجعت، فلما رجع من المسجد قال: يا عاتكة، ما لي لم أرك في مصلَّاك؟ قالت: يرحمك اللَّه أبا عبد اللَّه، فسد الناس بعدك، الصلاة اليوم في القيطون(٣) أفضل منها في البيت، وفي البيت أفضل منها في الحجرة. فلما قتل عنها الزّبير بوادي السّباع رثته فقالت:
  غدر ابن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وكان غير معرّد
  يا عمرو لو نبّهته لوجدته ... لا طائشا رعش اللَّسان ولا اليد
  هبلتك أمّك إن قتلت لمسلما ... حلَّت عليك عقوبة المتعمّد
  الحسين بن علي وعاتكة
  فلما انقضت عدّتها تزوّجها الحسين بن عليّ بن أبي طالب @، فكانت أوّل من رفع خدّه من التراب - صلَّى اللَّه عليه وآله ولعن قاتله والرّاضي به يوم قتل - وقالت ترثيه:
  وحسينا فلا نسيت حسينا ... أقصدته أسنّة الأعداء(٤)
  غادروه بكربلاء صريعا ... جادت المزن في ذرى كربلاء
(١) عيد: ما اعتاد من مرض أو حزن ونحوه. وفي ب: عود.
(٢) في ف، و «المختار»: «نحست» بدل: «حبست». و «الساهرون رقود» بدل: «والشامتون هجود».
(٣) القيطون: المخدع.
(٤) أقصدته أسنّة الأعداء: أصابته فلم تخطئه.