أخبار خفاف ونسبه
٥ - أخبار خفاف ونسبه
  هو خفاف بن عمير(١) بن الحارث بن الشّريد بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار، وندبة أمه وهي أمة سوداء، وكان خفاف أسود أيضا، وهو شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانهم، وجعله ابن سلَّام في الطبقة الخامسة من الفرسان مع مالك بن نويرة، ومع ابني عمّه صخر ومعاوية ابني عمرو بن الشريد، ومالك بن حمار الشّمخي(٢).
  أحد فرسان العرب وأغربتهم
  أخبرني أبو خليفة إجازة عن محمد بن سلام، قال:
  كان خفاف بن ندبة - وهي أمه - فارسا شجاعا شاعرا، وهو أحد أغربة العرب(٣)، وكان هو ومعاوية بن الحارث بن الشّريد أغار على بني ذبيان يوم حوزة(٤)، فلما قتلوا معاوية بن عمرو قال خفاف: واللَّه لا أريم اليوم أو أقيد به سيّدهم، فحمل على مالك بن حمار وهو يومئذ فارس بني فزارة وسيّدهم فطعنه فقتله، وقال:
  فإن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمدا على عيني تيمّمت مالكا
  رفعت له ما جرّ إذ جرّ موته(٥) ... لأبني مجدا أو لأثأر هالكا
  أقول له والرّمح يأطر متنه: ... تأمّل خفافا إنّني أنا ذلكا(٦)
  / قال ابن سلَّام: وهو الذي يقول:
  /
  يا هند يا أخت بني الصّارد ... ما أنا بالباقي ولا الخالد
  إن أمس لا أملك شيئا فقد ... أملك أمر المنسر الحارد(٧)
  في هذين البيتين لعبيد اللَّه بن أبي غسّان خفيف ثقيل أول بالبنصر عن الهشاميّ.
  ينال من العباس بن مرداس، والعباس يرد عليه
  أخبرني عمّي، عن عبد اللَّه بن سعد، عن أحمد بن عمر، عن عمر(٨) بن خالد بن عاصم بن عمرو بن عثمان بن عفان ¥، عن الحجاج السّلميّ قال:
(١) في هب، ب: «عمرو».
(٢) في «المختار»: «مالك بن حماد الجشمي». وفي ب: «مالك بن حماد الشحمي».
(٣) أغربة العرب: سودانهم، منهم جاهليون وإسلاميون. انظر «المحيط» (غرب).
(٤) في ف: «يوم الحريرة»، وفي ف: «يوم الجزيرة».
(٥) في «الخزانة» ٢ - ٤٧٠: «نصبت له علوي وقد خام صحبتي». وفي ف: «دلفت له يا حز إذ حرّ ثوبه».
(٦) يأطر: يثني. والمتن: الظهر، يريد ظهر مالك.
(٧) ب: «المنسر الجارد»، وفي هب: «رأي اليسر الجارد». والمنسر: الخيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين أو من الأربعين إلى الخمسين أو إلى الستين أو من المائة إلى المائتين. والحارد: المجتمع الخلق الشديد.
(٨) في ب: «عمرو بن خالد».