كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار جبهاء ونسبه

صفحة 322 - الجزء 18

٦ - أخبار جبهاء ونسبه

  نسبه

  جبهاء لقب غلب عليه، يقال جبهاء وجبيهاء⁣(⁣١) جميعا، واسمه يزيد بن عبيد، ويقال: يزيد بن حميمة بن عبيد بن عقيلة بن قيس بن رويبة بن سحيم بن عبيد بن هلال بن زبيد بن بكر بن أشجع، شاعر بدويّ من مخاليف الحجاز، نشأ وتوفّي في أيام بني أمية، وليس ممّن انتجع الخلفاء بشعره ومدحهم فاشتهر، وهو مقلّ، وليس من معدودي الفحول، ومن الناس من يروي هذه الأبيات لأبي ربيس الثّعلبيّ⁣(⁣٢) وليس ذلك بصحيح، وهي في شعر جبهاء موجودة.

  لقاؤه بالفرزدق

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدّثنا الزّبير بن بكَّار، قال: حدثني عمّي، وأخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: حدّثنا أبو الحسن الأحول، عن الطَّوسيّ، عن أبي عمرو الشّيبانيّ، قال:

  قدم جبيهاء الأشجعيّ البصرة بجلوبة⁣(⁣٣) له يريد بيعها، فلقيه الفرزدق بالمربد، فقال: ممّن الرّجل؟ قال: من أشجع، قال: أتعرف شاعرا منكم يقال له جبهاء أو جبيهاء؟ قال: نعم. قال: أفتروي قوله:

  أمن الجميع بذي البقاع⁣(⁣٤) ربوع ... هاجت فؤادك والرّبوع تروع

  قال: نعم، قال: فأنشدنيها، فأنشده قوله منها:

  من بعد ما نكرت وغيّر آيها ... قطر ومسبلة الدّموع⁣(⁣٥) خريع

  / يا صاحبيّ ألا ارفعا لي آية ... تشفى الصّداع فيذهل المرفوع

  ألواح ناجية كأنّ تليلها⁣(⁣٦) ... جذع تطيف به الرّقاة منيع

  حتى أتى على آخرها، فقال الفرزدق: فأقسم باللَّه إنك لجبهاء، أو إنّك لشيطانه.

  قال الأخفش في خبره عن أصحابه: الخريع: الذاهبة العقل، شبّه السحابة بها لأنّها لا تتمالك من المطر.

  / أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن عبيد المكتب قال: حدثني عليّ بن الصّباح، عن ابن الكلبيّ، قال:


(١) في ب، هب: جبها وجبيها.

(٢) ف، بيروت: لابن دبيس التغلبي. وفي ب، هب: «لابن رئيس الثعلبي»، تحريف. وقال الزبيدي في «التاج» (ربس): أبو الربيس عباد بن طهمة، هكذا بالميم في التكملة، وذكر الحافظ أنه طهفة الثعلبي شاعر من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، هكذا قاله الصاغاني. وفي «اللسان»: أبو الربيس التغلبي من شعراء تغلب وهو تصحيف، والصواب مع الصاغاني.

(٣) الجلوبة: الإبل يحمل عليها متاع القوم.

(٤) ف، بيروت: النعاع.

(٥) في ف: ومسبلة الذيول.

(٦) الناجية: الناقة، والتليل: العنق.