كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عمران بن حطان ونسبه

صفحة 335 - الجزء 18

  صدعت غزالة قلبه بفوارس ... تركت مدابره كأمس الدّابر

  ثم لحق بالشام فنزل على روح بن زنباع.

  عمران يصير حروريّا

  أخبرنا محمد بن العبّاس اليزيديّ، قال: حدّثنا محمد بن خالد أبو حرب، قال: حدثنا محمد بن عبّاد المهلبيّ، قال: حدثنا جرير بن حازم، قال:

  كان عمران بن حطَّان أشدّ الناس خصومة للحروريّة حتى لقيه أعرابيّ حروريّ فخاصمه فخصمه فصار عمران حروريّا، ورجع عن رأيه.

  قال جرير بن حازم: كان الفرزدق يقول: لقد أحسن بنا ابن حطَّان حيث لم يأخذ فيما أخذنا فيه، ولو أخذ فيما أخذنا فيه لأسقطنا؛ يعني لجودة شعره.

  لا يقول أحد من الشعراء شعرا إلا نسب إليه لشهرته

  نسخت من كتاب ابن سعد قال: أخبرني الحسن بن عليل العنزيّ، قال: أخبرني أحمد / بن عبد اللَّه بن سويد بن منجوف السّدوسيّ، قال: أخبرني أحمد بن مؤرّج، عن أبيه قال: حدثني به تميم بن سوادة، وهو ابن أخت مؤرّج، قال: حدثني أبو العوّام السّدوسيّ، قال:

  كان مالك المذموم⁣(⁣١) رجلا من بني عامر بن ذهل، وكان من الخوارج، وكان الحجّاج يطلبه. قال أبو العوّام: فدخلت عليه يوما وهو في تواريه، فأنشدني يقول:

  ألم يأن لي يا قلب أن أترك الصّبا ... وأن أزجر النفس اللَّجوج عن الهوى

  وما عذر من يعمى وقد شاب رأسه ... ويبصر أبواب الضّلالة والهدى

  ولو قسم الذّنب الذي قد أصبته ... على النّاس خاف النّاس كلَّهم الرّدى

  فإن جنّ ليل كنت باللَّيل نائما⁣(⁣٢) ... وأصبح بطَّال العشيّات والضّحى

  قال: فلما فرغ من إنشادها قال: سيغلبني عليها صاحبكم، يعني عمران بن حطَّان، فكان كذلك، لمّا شاعت رواها الناس لعمران، وكان لا يقول أحد من الشّعراء شعرا إلَّا نسب إليه لشهرته إلَّا من كان مثله في الشّهرة مثل قطريّ / وعمرو القنا⁣(⁣٣) وذويهما، قال: ثم هرب إلى اليمامة من الحجّاج، فنزل بحجر، فأتاه آل حكَّام الحنفيّون⁣(⁣٤)، فقال:

  طيّروني من البلاد وقالوا ... مالك النّصف⁣(⁣٥) من بني حكَّام

  ناق سيري قد جدّ حقّا⁣(⁣٦) بنا السّ ... ير وكوني جوّالة في الزّمام


(١) في بيروت: المزموم. وفي ب: المرموم.

(٢) في هب: ... كنت بالليل قائما». وفي ب، بيروت: «وإن جن ليل كان بالليل نائما».

(٣) في ب: «عمرو الغناء».

(٤) في ب: «فأداه إلى بني حكام الحنفيون»، تحريف.

(٥) النصف «بكسر النون وتفتح وتضم»: اسم بمعنى الإنصاف.

(٦) في ب: قد جد خفيّا.