أخبار عمارة بن الوليد ونسبه
  لعمر أبيك والأخبار تنمي ... لقد هيّجتني يا بن الوليد
  فلا تعجل عمارة إنّ سهما ... لمخزوم بن يقظة في العديد
  وأورد يا عمارة إنّ عودي ... من أعواد الأباطح خير عود
  / فأجابه عمارة، فقال:
  ألا يا عمرو هل لك في قريش ... أب مثل المغيرة والوليد
  وجدّ مثل عبد اللَّه ينمي ... إلى عمرو بن مخزوم بعود
  إذا ما عدّت الأعواد نبعا ... فمالي في الأباطح من نديد
  وقد علمت سراة بني لؤيّ ... بأنّي غير مؤتشب زهيد
  وإني للمنابذ من قريش ... شجا في الحلق من دون الوريد
  أحوط ذمارهم(١) وأكفّ عنهم ... وأصبر في وغا اليوم الشّديد
  وأبذل ما يضنّ به رجال ... وتطعمني المروءة في المزيد
  وإنك من بني سهم بن عمرو ... مكان الرّدف من عجز القعود
  وكان أبوك جزّارا ... وكانت ... له فأس وقدر من حديد(٢)]
  أخبرني عمّي قال: حدّثنا الكرانيّ، عن العمريّ، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، أنّ عمر بن الخطاب قسم برودا في المهاجرين.
  عمر بن الخطاب يتمثل بشعره
  قال العمريّ: هكذا ذكر أبو عوانة، وقد حدثني الهيثم، عن أبي يعقوب الثّقفيّ، عن عبد الملك بن عمير، قال: أخبرني من شهد ذلك:
  أن عبد اللَّه بن أبي ربيعة المخزوميّ بعث إلى عمر بن الخطاب بحلل من اليمن، فقال عمر: عليّ بالمحمّدين، فأتي بمحمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن طلحة بن عبيد اللَّه، ومحمد بن / عمرو بن حزم، ومحمد بن حاطب بن أبي بلتعة، ومحمد بن حطَّاب(٣) أخي حاطب، وكلهم سمّاه النبي ﷺ محمدا، فأقبلوا، فاطَّلع محمد بن حطَّاب(٤) / فيها، فقال له عمر: يا شيبة معمر - يعني عمّا له قتل يوم بدر - اكفف، وكان زيد بن ثابت الأنصاريّ عنده، فقال له عمر: أعطهم حلَّة حلَّة، فنظر إلى أفضلها، وكانت أمّ أحدهم عنده، فقال عمر: ما هذا؟ فقال: هذه لفلان، الذي هو ربيبه، فقال عمر: أردده، وتمثل بقول عمار بن الوليد:
  أسرّك لمّا صرّع القوم نشوة ... أن اخرج منها سالما غير غارم
  خليّا كأني لم أكن كنت فيهم ... وليس الخداع مرتضى في التّنادم(٥)
(١) أحوط ذمارهم: أحفظ ما يلزمني حفظه والدفاع عنه.
(٢ - ٢) انفردت نسخة بهذا الخبر من ص ١٢٣ - ١٢٥ طبعة دار الكتب.
(٣) في ب: «محمد بن حاطب».
(٤) في ب: «فاطلع على محمد بن حطاب»، تصحيف.
(٥) في ما: «وليس الخداع مرتضى في التراتم».