كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأعشى ونسبه

صفحة 344 - الجزء 18

١١ - أخبار الأعشى ونسبه

  نسبه

  الأعشى اسمه عبد اللَّه بن خارجة بن حبيب بن قيس بن عمرو بن حارثة بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة الحصين بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بين جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار: شاعر إسلامي من ساكني الكوفة، وكان مروانيّ المذهب، شديد التعصب لبني أمية.

  قدومه على عبد الملك

  أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدثنا عمّي محمد بن عبيد اللَّه عن محمد بن حبيب⁣(⁣١)، وأخبرني محمد بن الحسن بن دريد، عن عمه العباس بن هشام، عن أبيه، قالا:

  قدم أعشى بني ربيعة على عبد الملك بن مروان، فقال له عبد الملك: ما الذي بقي منك؟ قال: أنا الذي أقول:

  /

  وما أنا في أمري ولا في خصومتي ... بمهتضم حقّي ولا قارع سنّي

  ولا مسلم مولاي عند جناية ... ولا خائف مولاي من شر ما أجني

  وإن فؤادي بين جنبيّ عالم ... بما أبصرت عيني وما سمعت أذني

  وفضّلني في الشّعر واللَّبّ أنّني ... أقول على علم وأعرف من أعني

  فأصبحت إذ فضّلت مروان وابنه ... على الناس قد فضّلت خير أب وابن

  فقال عبد الملك: من يلومني على هذا؟ وأمر له بعشرة آلاف درهم، وعشرة تخوت / ثياب، وعشر فرائض من الإبل، وأقطعه ألف جريب⁣(⁣٢)، وقال له: امض إلى زيد الكاتب يكتب لك بها، وأجرى له على ثلاثين عيّلا⁣(⁣٣) فأتى زيدا فقال له: ائتني غدا، فأتاه فجعل يردّده، فقال له:

  يا زيد يا فداك كلّ كاتب ... في الناس بين حاضر وغائب

  هل لك في حقّ عليك واجب ... في مثله يرغب كلّ راغب

  وأنت عفّ طيّب المكاسب ... مبرّأ من عيب كلّ عائب

  ولست - إن كفيتني⁣(⁣٤) وصاحبي ... طول غدوّ ورواح دائب


(١) وحبيب أمه، وانظر «تحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه».

(٢) الجريب من الأرض: ثلاثة آلاف وستمائة ذراع، وقيل: عشرة آلاف ذراع.

(٣) عيل الرجل: أهل بيته الذين يتكفل بهم من أزواج وأولاد وأتباع.

(٤) في ف: كلفتني.